Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 46-70)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وكانوا يصرّون على الحنث العظيم } كانوا يقسمون بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت { وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً } بعد الموت { أئنا لمبعوثون } أحياء قالوه على وجه التعجب والإِنكار { أو آباؤنا الأولون } الضالون عن الدين لأنهم صاروا رمماً { قل } يا محمد جواباً لهم { إن الأولين والآخرين } { لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم } وهو يوم القيامة { ثم إنكم أيها الضالون } عن الدين { المكذبون } بالآيات { لآكلون من شجر من زقوم } ، قيل : شجرة في جهنم ، وقيل : هو شيء موحش كريه يأخذ بالنفس والحلق { فمالئون منها البطون } { فشاربون عليه } أي على الأكل ، وقيل : على الشجر { من الحميم } الماء الحار { فشاربون شرب الهيم } الإِبل العطاش التي لا تروى ، وقيل : الهيم الأرض السهلة ذات الرمل { هذا نزلهم يوم الدين } أي يوم الجزاء { نحن خلقناكم فلولا تصدّقون } بالبعث لأن من قدر على الابتداء قدر على الإِعادة { أفرأيتم ما تمنون } في الأرحام من النطف فيصير ولداً { أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون } لذلك { نحن قدَّرنا بينكم الموت } أي رتّبناه على مقدار ، فمنهم من يموت صبياً ، ومنهم من يموت شاباً ، ومنهم من يصير هرماً ، وقيل : قدرنا أي كتبنا آجال الموت { وما نحن بمسبوقين } قيل : لا يسبق أحد فيميتكم قيل : نميتكم ، وقيل : الوقت الذي قدر الموت فيه ، وقيل : عاجزين عن إهلاككم { على أن نبدل أمثالكم } أي نهلككم وننشئ قوماً آخرين مثلكم ، وقيل : على بمعنى اللام ، أي قدرنا الموت لنبدل أمثالكم { وننشئكم } نخلقكم { فيما لا تعلمون } قيل : في النشأة الثانية من حيث لا تعلمون كيف كان ، وقيل : ننشئكم بصورة القردة والخنازير { ولقد علمتم النشأة الأولى } يعني الخلقة الأولى وهي خلقة الأشياء من عدم { فلولا تذكرون } أي هلا تذكرون أنه قادر على إعادتكم كما قدر على اتخاذكم ابتداء { أفرأيتم ما تحرثون } أي تبذرون الأرض وتلقون البذر { أأنتم تزرعونه } تنبتون { أم نحن الزارعون } { لو نشاء لجعلناه حطاماً } هشيماً متكسراً لا ينتفع به ، وقيل : نبتاً لا حب فيه { فظلتم تفكهون } تعجبون ، وقيل : تندمون على ما سلف منكم في معصية الله { إنا لمغرمون } أي وتقولون أنا لمغرمون وهو الذي ذهب ماله ، وقيل : غرمنا النفقة التي أنفقناها عليها ، وقيل : لمعذبون ، وقيل : لمهلكون { بل نحن محرومون } أي نحن قوم محرومون لا حظ لنا ولا بخت ، وقيل : ممنوعون من الرزق والخير { أفرأيتم الماء الذي تشربون } { أأنتم أنزلتموه من المزن } فإذا لم تقدروا على إنزاله فاعلموا أن له منزّلاً غيركم { لو نشاء جعلناه أجاجاً } قيل : شديد الملوحة { فلولا تشكرون } أي هلاّ تشكرون على إنزاله عذباً تلتذون بشربه .