Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 1-4)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : { سبح لله ما في السماوات و الأرض } إما ما يعقل في السماوات الملائكة والأرض والمؤمنون فيسبحونه قولاً وفعلاً واعتقاداً ، وإما ما لا يعقل فتسبيحه على وجهين : أحدهما بما فيه من الدلالة على تنزيهه ، والثاني دلالة العبادة له فيصرفه كيف يشاء { وهو العزيز الحكيم } القادر الذي لا يمتنع عليه شيء ومع ذلك حكيم محكم لأفعاله لا يفعل إلا الحسن ، وقيل : الحكيم العالم بكل شيء { له ملك السماوات والأرض } اختراعهما وتصرفهما كما يشاء ، وقيل : خزائنهما من مطر ونبات ورزق وإحياء وإماتة وإيجاد وإعادة { يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير } { هو الأول والآخر } قيل : الموجد أولاً قبل كل موجود والآخر بعد فناء كل شيء يعني أنه قديم باقي { والظاهر } بالأدلة الدالة عليه ، { والباطن } لكونه غير مدرك بالحواس ، وقيل : الظاهر على كل شيء بالقدرة ، والباطن العالم بما ظهر وبطن { وهو بكل شيء عليم } موجوداً كان أو معدوماً { هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } لاعتبار الملائكة بأنه يظهر شيئاً بعد شيء { ثم استوى على العرش } المعروف ، والاستواء عليه كونه قادراً عليه وعلى خلقه قال : @ قد استوى بشر على العراقِ من غير سيف ودم مهراق @@ وهو العرش المعروف في السماء ، وقيل : العرش الملك ، وقيل : على بمعنى إلى يعني لما خلق السماوات والأرض استوى على العرش فخلقه ، والاستوى بمعنى القصد كقوله : { ثم استوى إلى السماء } [ البقرة : 29 ] { يعلم ما يلج في الأرض } أي ينزل في الأرض من الحيوانات والأموات والكنوز والمياه { وما يخرج منها } من أنواع النبات والجواهر والميات { وما ينزل من السماء } من الملائكة والأمطار { وما يعرج فيها } أي يصعد من الأعمال حتى لا يخفى عليه شيء { وهو معكم } بالعلم والقدرة { أينما كنتم والله بما تعملون بصير } .