Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 5-12)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ له ملك السماوات والأرض } لا مالك لهما سواه { وإلى الله ترجع الأمور } { يولج الليل في النهار } أي يدخل ما ينقص من الليل في النهار وفي الليل ونزيده وما ينقص من النهار في الليل { وهو عليم بذات الصدور } أي ما يكون في القلوب { آمنوا بالله ورسوله } أي صدقوا رسوله فيما أدى { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } أي أنفقوا في سبيل الله من المال الذي خلفتم فيه غيركم بأن أورثكم إياه عمن كان قبلكم { فالذين آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا لهم أجر كبير } أي عظيم دائم { وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم } معناه ولا عذر لكم يا أهل مكة من ترك الايمان مع دعاء الرسول وظهور المعجزات ، أي عذر بعده { وقد أخذ ميثاقكم } بالايمان حيث ركب فيكم العقول ، ونصب لكم الأدلة ، ومكنكم من النظر ، وأراح عللكم ماذا يبقى لكم عليه بعد أدلة العقول وتنبيه الرسول ، فما لكم لا تؤمنون وكأنه أخذ العهد والميثاق ، والرسول يدعوكم إلى ما ركب الله في عقولكم في معرفة الصانع وصفاته { هو الذي يُنزل على عبده آيات بيّنات } القرآن والأدلة { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } قيل : من الضلال إلى الهدى { وإن الله بكم لرؤوف رحيم } أي بتوفيقه ورحمته يريد بكم طريق الفوز والنجاة { وما لكم ألاَّ تنفقوا } يعني أي شيء يمنعكم من الإِنفاق { في سبيل الله } وهو سبيل البر { ولله ميراث السماوات والأرض } يُفني الخلق ويبقى هو { لا يستوي منكم } في الفضل والكمال والثواب { من أنفق من قبل الفتح } قيل : فتح مكة { وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد } أي من بعد الفتح { وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير } أي عالم فيجازيكم { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } أي ينفق في سبيل الله إنفاقاً فيجازيه الله تعالى عليه فيكون كالقرض في وجوه البر ، وقيل : من الحلال ، وقيل : يفعل لله مخلصاً { فيضاعفه له } قيل : يضاعف له الجزاء إلى سبع مائة { وله أجرٌ كريم } خالص لا يشوبه صفة نقص { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات } في المحشر { يسعى نورهم } الضياء الذي تمرون فيه ، وقيل : لكل مؤمن نور على قدر عمله ، وقيل : هذا النور يكون في المحشر ، قيل : على الصراط ، وقيل : فيهما ولا مانع من ذلك فقوله : { نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } قيل : أراد جميع جوانبهم فعبَّر عنها بالبعض { بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار } أي من تحت أبنيتها وأشجارها { خالدين فيها } إشارة إلى دوامهم ودوام النعم { ذلك هو الفوز العظيم } أي الظفر بالمطلوب فلا ظفر مثله تعالى الله العظيم .