Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 21-22)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } نزلت في قصة جرت بين عبد الله بن أبي وبين المؤمنين وذلك أن المؤمنين قالوا : إن فتح لنا الله مكة وخيبر وما حولها رجونا أن ينصرنا الله على فارس والروم ، فقال عبد الله : أتظنون أن فارس والروم كبعض القرى التي غلبتم عليها لهم أكثر عدداً وأشد بطشاً ، ومعنى كتب قيل : قضى ووعد ، وقيل : كتب في اللوح المحفوظ { لأغلبن أنا ورسلي ان الله قوي عزيز } أي قادر على النصر لأوليائه عزيز ذو انتقام من أعدائه ولا يمتنع عليه شيء { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله } أي يولون من حاد الله ، أي خالفه وخالف رسوله ، واختلفوا فيمن نزلت فقيل : نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى أهل مكة ينذرهم بمجيء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : " نزلت في ولد عبد الله بن أبي حين قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ابقِ فضلة من شرابك اسقيها أبي لعل الله يطهر قلبه فأتى بها أباه ، فقال : ما هذا ؟ قال : بقية شرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تشربها لعل الله يطهر بها قلبك ، فقال : هل جئتني ببول أمك ؟ فرجع إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : ائذن لي في قتله ، قال : " بل ترفق به " ، وقيل : نزلت في أبي بكر وأبيه أبو قحافة لأن أبا قحافة سب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فصكه أبو بكر صكة سقط منها ، ذكر ذلك للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : " لو كان معي سيف لقتلته " ، وقيل : نزلت في جماعة من الصحابة { ولو كانوا آباءهم } يعني أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه يوم أحد { أو أبناءهم } يعني أبا بكر دعا ابنه إلى البراز يوم بدر { أو إخوانهم } يعني مصعب بن عمير قتل أخاه يوم أحد { أو عشيرتهم } يعني أمير المؤمنين علي وحمزة وعبيدة بن الجراح قتلوا عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر { أولئك كتب في قلوبهم الإِيمان } أثبته فيها بما وفقهم فيه وشرح له صدورهم { وأيَّدهم بروح منه } بلطف من عنده حبب به قلوبهم ويجوز أن يكون المصير للإِيمان أي بروح من الإِيمان على أنه في نفسه روح الحياة القلب به { ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله } أي جنده { ألا إن حزب الله هم المفلحون } .