Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 18-24)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله } أي اتقوا عذابه ، بأداء الواجبات واجتناب المعاصي { ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ } ليوم القيامة { واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } فيجازيكم به وكرر الأمر بالتقوى تأكيداً { ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } قيل : تركوا ذكر الله فأنساهم بأن خذلهم حتى صاروا كالمنسي { أولئك هم الفاسقون } { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } أي لا يستوي حالهما وأحدهما في النار والجحيم والثاني النعيم { أصحاب الجنة هم الفائزون } الظافرون بطلبته . فصل : هذه الآيات روى أنس بن مالك عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من قرأ آخر سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من قرأ آخر سورة الحشر في ليل أو في نهار فقبض في ذلك اليوم فقد وجبت له الجنة ، ومن قرأ آخر سورة الحشر { لو أنزلنا } إلى آخر السورة فمات في ليله مات شهيداً " ، وعن أبي هريرة : " سألت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن اسم الله الأعظم فقال : " عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها " فأكثرت عليه وأعاد علي ، فأعدت عليه فأعاد علي " ، ثم بيّن تعالى عظم حال القرآن وقسوة القلوب فقال سبحانه وتعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل } مع شدته وقسوته { لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله } قيل : معناه لو أحيينا الجبل وركبنا فيه العقل { لرأيته خاشعاً } ، وقيل : لو كان الجبل ينصدع من هذا القرآن لعظم ذلك ، قال في الحاكم : وهو الوجه { وتلك الأمثال نضربها للناس لعلّهم يتفكرون } في ذلك فيتعظون به تدل الآية على عظم حال القرآن وموقعه في الدين ووجوب الخشوع عند قراءته والعمل بما فيه والتفكر فيه والاتعاظ بمواعظه { هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة } قيل : ما شاهد العبد وما لم يشاهد وما لا ينبغي عليه الحس كالمعدومات وما يرى من الموجودات والشهادة ما تقع عليه الحواس ، وقيل : ما غاب عن علم الخلق وما علموه ، وقيل : السر والعلانية { هو الرحمن } المنعم على كل حي { الرحيم } على المؤمنين بالثواب { هو الله الذي } تحق له العبادة { الذي لا إله إلاَّ هو } ولا تحق العبادة لغيره { الملك } المالك لجميع الأشياء ، وقيل : القادر على اختراع الأجسام والأعراض { القدوس } الطاهر من كل ما لا يليق المنزه عن الشرك والولد والفحشاء ، وقيل : تسبيح الملائكة سبوح قدوس رب الملائكة والروح { السلام } قيل : الذي يسلم عباده ، وقيل : المسلم من جميع الآفات ، وقيل : الذي من عنده ترجى السلامة { المؤمن } قيل : المصدق لرسله بالمعجزات ، وقيل : يصدق المؤمنين ما وعدهم من الثواب والكافرين ما وعدهم من العذاب ، وقيل : الذي أمن الناس من ظلمه { المهيمن } الرقيب على كل شيء الحافظ له { العزيز } القادر الذي لا يرام ولا يمتنع عليه شيء ، وقيل : العظيم ، وقيل : الباهر { الجبار } قيل : العظيم ، وقيل : العالي الذي لا تناله يد أحد ، وقيل : الذي يجبر خلقه على ما يريد ويصرفهم كيف شاء { المتكبر } البليغ الكبرياء والعظمة ، وقيل : المتكبر عن ظلم عباده { سبحان الله عما يشركون } أي تنزيهاً له عن إضافة الشريك والفحشاء إليه { هو الله الخالق } المحدث للأشياء { البارئ } المخترع للأجسام والأعراض { المصور } الذي يصور الخلق على ما يريد { له الأسماء الحسنى } أسماؤه على ضربين وكل ذلك معنى مفيد لأن الألقاب يجوز عليها فمنها ما يفيد صفته في ذاته كقوله : قادر عالم وحي وقديم وسميع ونحوها ، وكل ذلك يقتضي تعظيماً والثاني يفيد صفة ترجع إلى فعله كخالق رازق حكيم ونحوه .