Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 11-17)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألم تر إلى الذين نافقوا } قيل : نزلت في المنافقين حيث بعث عبد الله بن أبي جماعة من المنافقين إلى بني النضير أن يحصنوا أحصنهم فإنا ننصركم ، فأخبر الله تعالى نبيه بذلك وبيَّن أنهم لا يفعلون ذلك ، ألم تر تعجيب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حالهم { إلى الذين نافقوا يقولون لإِخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } يعني بني النضير الذي حاربوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبني قريظة { لئن أخرجتم } من ديارنا { لنخرجن معكم } يعني لئن أخرجكم محمد من دياركم بالغلبة { لنخرجن معكم } أروهم بذلك أنهم يوافقونهم في حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ولا نطيع فيكم أحداً أبداً } أي لا نطيع رسول الله ولا المؤمنين ان أمرونا بخذلانكم وإن قاتلكم محمد { لننصرنكم } عليه { والله يشهد إنهم لكاذبون } في هذا القول { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون } { لأنتم } يا معشر … { أشد رهبة في صدورهم من الله } قيل : هذا تعجب من حالهم حيث خافوا المؤمنين ولم يخافوا الله ، وقيل : تذكيراً لنعمه عليهم بما ألقى في قلوبهم من الرعب من المسلمين { ذلك بأنهم قوم لا يفقهون } أي لا يعلمون عظمة الله وشدَّة عقابه { لا يقاتلونكم جميعاً } يعني اليهود لا يقاتلون المسلمين { إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر } قيل : لاختلاف قلوبهم لا يحشدون البروز للحرب إلا في مواضع حصنة وخلف جدار { بأسهم بينهم شديد } قيل : عداوة بعضهم شديدة { تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى } أي يحسب الناظر أنهم مجتمعون وقلوبهم متفرقة ، وقيل : قلوبهم شتى أي قلوب المنافقين وأهل الكتاب ، وقيل : أهل الباطل مختلفة أهواءهم وهم مجتمعون على عداوة أهل الحق { ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } أمر الله { كمثل الذين من قبلهم قريباً } ، قيل : مشركي مكة { ذاقوا وبال أمرهم } جرى قتلهم يوم بدر { كمثل الشيطان } قيل : مثل المنافقين في وعدهم لبني النضير مثل الشيطان في وعده الغرور ، وقيل : كمثل الشيطان يوم بدر دعا إلى حرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلما رأى الملائكة تنزل رجع القهقرى { قال إني بريء منك } إني بريء منك { إني أخاف الله رب العالمين } ولا بد من محذوف كأنه قيل : فلما كفر استنصره قال إني بريء منك ، وقيل : أراد بالشيطان والإِنسان الجنس ، وقيل : هو إنسان بعينه كان من الرهبان كان اسمه برصيصاً فأغواه الشيطان بأنه سحبه من بلية وقع فيها فقال له : اسجد لي سجدة واحدة ، ففعل ، ثم لما احتاج إليه أسلمه حتى قتل عن ابن مسعود وابن عباس ، والله أعلم ، وفيه قصة طويلة لا تصح أكثرها ، ومتى قيل : كيف يقول إني أخاف الله وهو يدعوهم إلى الكفر ؟ قلنا : يقولها يوم القيامة ، وقيل : قال يوم بدر حين رأى الملائكة { فكان عاقبتهما أنهما في النار } يعني عاقبة الشيطان والإِنسان { انهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين } .