Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 104-109)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قد جاءكم بصائر من ربكم } يعني الحجج البينة { فمن أبصر فلنفسه } أي من عرف الحق وآمن به واتبع البصائر فلنفسه { ومن عمي فعليها } أي من لم ينظر فيها ولا يعرف الحق فعلى نفسه { وما أنا عليكم بحفيظ } أي رقيب على أعمالكم ، قوله تعالى : { وكذلك نصرف الآيات } على وجوه مختلفة وترددها { وليقولوا درست } ، وقرئ دارست العلماء علينا ذلك ، وقيل : لئلا يقولوا أن هذا من الأكاذيب التي درست وامتحيت وذهبت { ولنبينه } يعني القرآن { لقوم يعلمون } يعني العلماء { اتبع ما أوحي إليك } الآية ، نزلت في المشركين قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ارجع الى دين آبائك ، قيل : أراد بالإِعراض الهجران دون ترك الإِنذار والموعظة ، وقيل : أراد الإِعراض عن محاربتهم ثم نسخ { ولو شاء الله ما أشركوا } أي لو شاء لأخبرهم على ذلك { وما جعلناك عليهم حفيظاً } رقيباً ، قوله تعالى : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله } الآية نزلت في المشركين ، قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لتنتهين عن سب آلهتنا أو لنهجون إلهك ، فنزلت ونهاهم الله عن ذلك ، وقيل : كان المسلمون يسبّون أصنامهم فنهوا عن ذلك لئلا يسبوا الله تعالى لأنهم قوم جهلة { كذلك زينا لكل أمة عملهم } أي خليناهم وشأنهم ولم نكفهم حتى حسن عندهم سوء عملهم ، وأمهلنا الشياطين حتى زين لهم { وأقسموا بالله } اي حلفوا بالله ، قيل : من حلف بالله فقد جهد يمينه { لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها } ، الآية نزلت في المشركين طلبوا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يحوّل لهم الصفا ذهباً ، وان ينزل الملائكة يشهدون ، أو تأتينا بالله والملائكة قبيلاً ، أو تكون لك آية كعصى موسى ، أو تبعث لنا بعض موتانا حتى نسألهم عنك أحق ما تقول أم باطل ، كما أحيى عيسى ناقة صالح ، فنزل جبريل ( عليه السلام ) فقال : إن شئت أن يصبح الصفا ذهباً ولكن إن لم يصدقوك عذبتهم ، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " بل يتوب تائبهم " وقيل : نزلت فيمن سأل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن تفجر لنا من الأرض ينبوعاً ، وقيل : علم الله أنهم لا يؤمنون ، قوله تعالى : { لئن جاءتهم آية } كما جاءت قبلهم من الأمم ، قوله تعالى : { قل إنما الآيات عند الله } ، وهو القادر عليها { وما يشعركم } أي ما يدريكم قيل : الخطاب للمشركين .