Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 110-114)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم } على لهب جهنم عقوبة لهم { كما لم يؤمنوا به أول مرة } في الدنيا ، وقيل : نقلب أفئدتهم وأبصارهم بالحجج والأدلة التي نوردها عليهم ، يعني أنهم لا يشعرون على ما هم عليه { ونذرهم في طغيانهم يعمهون } أي نخلّيهم وما اختاروا من الطغيان ولا نحول بينهم وبينه ، ويعمهون يعني يترددون ، قوله تعالى : { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى } بإحيائنا إياهم فيشهدون لك بالنبوة كما سألوه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والآية نزلت في الذين سألوه الآيات ، وروي أنهم سألوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يأتي بهذه الآيات ليؤمنوا فنزلت الآية ، وبين أنهم لا يؤمنون ، وإن جاءتهم الآيات { وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً } يعني جمعنا عليهم كل آية ، وقيل : كلما سألوا قبلاً مقابلة ليروها معاينة { ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله } قيل : إلا إن يشاء الله أن يخبرهم على الإِيمان ، وقال أبو علي : إلا أن يلجئهم الله بالعلم إن راموا خلافه منعوا منه { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً } يعني كما خلينا بينهم وبين أعدائهم ، كذلك نخلي بينك وبين أعدائك ، وقيل : الجعل الحكم أي حكمنا بأنهم أعداء للأنبياء عن أبي علي ، وقيل : الجعل بترك المنع والتخلية { شياطين الإنس والجن } ، قيل : مردة الكفار من الإِنس وشياطين الجنّ كفار الجن { يوحي بعضهم إلى بعض } أي يوسوس بعضهم إلى بعض أي يلقي الشياطين إلى الانس والجن ، قال في الثعلبي : عن عكرمة والضحاك : شياطين الانس التي مع الإِنس وشياطين الجن التي مع الجن ، وليس للإِنس شياطين ولا للجن شياطين ، ولكن ابليس قسم جنده فريقين فبعث منهم فريقاً إلى الجن ، وبعث فريقاً إلى الانس ، فشياطين الجن والإِنس أعداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأوليائه فيقول شياطين الجن لشياطين الإِنس أضللت صاحبي بكذا فأضل صاحبك بمثله ، ويقول شيطان الإِنس لشيطان الجن كذلك يوحي بعضهم إلى بعض ، وقال آخرون : من الإِنس شيطان ومن الجن شيطان والشيطان العاتي المتمرد في كل شيء { زخرف القول } والزخرف المزين زخرفه إذ زينه والزخرف كمال حسن الشيء { غروراً } الغرور هو الاطماع الكاذبة ، وقيل : زخرف القول هو عداوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنين { ولو شاء ربك ما فعلوه } هو قادر على أن يحول بينهم وبينه ولو شاء لفعل حبراً وقسراً ولكن خلا بينهم وبين أفعالهم ، قوله تعالى : { ولتصغى اليه } أي لتميل إليه قلوب هؤلاء { الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه } قال ابن عباس : يرجع ، يقال : صغى يصغي صغياً { وليقترفوا ما هم مقترفون } أي ليكتسبوا ما هم مكتسبون في عداوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنين ، يقال : اقترف فلان مالاً أي اكتسبه ، قال تعالى : { ومن يقترف حسنةً } [ الشورى : 23 ] وقال الشاعر : @ وإني لآتي ما أتيت وإنني لما اقترفت نفسي إلي لراهبُ @@ { أفغير الله أبتغي حكماً } فيه إضمار ، أي قل يا محمد : أفغير الله أطلب حاكماً يحكم بيني وبينكم { وهو الذي أنزل إليكم الكتاب } ، يعني القرآن { مفصلاً } بين الحلال والحرام والكفر والإِيمان ، وقيل : يفصل بين الصادق والكاذب { والذين آتيناهم الكتاب } هم أهل التوراة والانجيل { يعلمون أنه } نبي وأن القرآن { منزَّل } وقيل : هم كبراء الصحابة ، وأصحاب بدر والكتاب القرآن .