Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 122-125)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } الآية ، قيل : نزلت في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أحياه الله بالرسالة وأبو جهل كالميت بالكفر ، وقيل : نزلت في حمزة وأبو جهل وذلك أن أبا جهل آذى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخبر حمزة وهو على دين قومه فغضب ومعه قوس فضرب بها رأس أبي جهل ، وآمن فنزلت الآية ، وقيل : نزلت الآية في عمار بن ياسر حين آمن ، وقوله : يمشي به في الناس ، قيل : القرآن ، وقيل : الايمان كمن مثله في الظلمات ، قال بعضهم : المثل زائد تقديره كمن في الظلمات ، وقال بعضهم : كمن مثله لو شبه بشيء كان يشبهه في الظلمات ظلمة الكفر والضلال ليس بخارج منها يعني لم يبصر رشداً ولم يعرف حقاً { كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون } ، قيل : زينوا لأنفسهم كما يقال فلان معجب بنفسه { وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها } أي خلقناهم وجعلناهم كبراء عظماء بأن أنعمنا عليهم بالأموال والأولاد وأمهلناهم فصاروا مجرمين ماكرين ، وقيل : معناه لئلا يمكروا فمكروا { وما يمكرون إلاَّ بأنفسهم } لأن وبال ذلك يعود عليهم { وما يشعرون } أنه كذلك { وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله } الآية نزلت في الوليد بن المغيرة قال : لو كانت النبوة حقاً لكنت أولى بها منك لأني اكبر منك سناً وأكثر منك مالاً فنزلت ، وقيل : نزلت في أبي جهل قال والله لا نؤمن به ولا نتبعه حتى يأتينا وحي كما يأتيه فنزلت { سيصيب الذين أجرموا صغارٌ عند الله } ، قيل : ذل وهوان ، وقيل : قتل { و } في الآخرة { عذاب شديد } وقيل : صغار في الدنيا ، وعذاب في الآخرة { بما كانوا يمكرون } قوله تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام } يعني يلطف به ولا يريد أن يلطف إلا بمن له لطف وشرح صدره للإسلام فيلطف به حتى يرغب في الإِسلام { ومن يرد أن يضله } أي يخذله ويخليه وشأنه وهو الذي لا لطف له { يجعل صدره ضيقاً حرجاً } يمنعه ألطافه حتى يقسو قلبه { كأنما يصَّعَّد في السماء } أي كما يحاول أمراً غير ممكن لأن صعود السماء مثل مما يبعد ويمتنع يعني يشق عليه الايمان كما يشق عليه صعود السماء { كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون } ، قيل : أراد بالرجس العذاب في الآخرة ، وقيل : فمن يرد الله أن يهديه إلى الثواب والجنة يوم القيامة جزاء على ما فعله لأنه مؤمن يستحق الثواب يشرح صدره في الدنيا بالالطاف وزيادة الهدى للإسلام أي لأجل الإِسلام ، ومن يرد أن يضله عن الثواب وطريق الجنة يوم القيامة جزاء على كفره لأنه يستحق العذاب يجعل صدره ضيقاً شديد الضيق ، والحرج الشديد : الضيق .