Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 115-121)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وتمت كلمتُ ربك } ، قيل : هو القرآن { صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته } يعني لا مغير لها { وهو السميع العليم } { وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك } قيل : الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : المراد هو وغيره { يضلوك عن سبيل الله } يعني عن دين الله تعالى { وان هم إلاّ يخرصون } أي يكذبون ، قوله تعالى : { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } الآية نزلت قيل : إنه لما نزل تحريم الميتة كتب مجوس فارس إلى مشركي العرب أن محمد يزعم أنه متبع لأمر الله تعالى ، وما ذبح الله لا يأكلونه وما ذبحوه يأكلونه ، فكتب المشركون بذلك إلى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنزلت الآية ، وقيل لهم : أحلوا ما أحلَّ الله وحرِّموا ما حرم الله ، وقوله : { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } الخطاب للمؤمنين ، وقيل : هو عام مما ذكر اسم الله عليه يعني عن ذبحه ذكر اسم الله دون الميتة وما ذبح وسمي عليه الأصنام واسم الله قيل : هو بسم الله ، وقيل : هو كل قول ذكر الله فيه تعظيم كقول الله أو بذكر الرحمن كقوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف : 180 ] ، وقوله : { إن كنتم بآياته مؤمنين } فكلوا مما أحل دون ما حرم { وما لكم } أي ما الذي يمنعكم { ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه } عند الذبح { وقد فصل لكم ما حرم عليكم } أي بيَّن ، قيل : هو ما ذكره تعالى في سورة المائدة في قوله تعالى : { حرمت عليكم الميتة } [ المائدة : 3 ] إلى آخرها { إلا ما اضطررتم اليه } من الجوع وخاف على نفسه حل أكله { وان كثيراً ليضلون بأهوائهم } يضلون أنفسهم وغيرهم باتباع أهوائهم بالتحليل والتحريم دون اتباع الأدلة والشريعة { بغير علم } يعني أنهم لم يعتقدوا ذلك عن يقين وعلم { إن ربك هو أعلم بالمعتدين } من المجاوزين الحد في أمر الله تعالى ونهيه في الحلال والحرام { وذورا ظاهر الاثم وباطنه } ، قيل : قليله وكثيره ، وقيل : ما ظهر تحريمه وما فيه شبهه ، وقيل : افعال الجوارح وأفعال القلوب ، وقيل : الظاهر ما يعمله الناس ، والباطن ما لا يعلمه إلا الله تعالى ، وقيل : الذنوب كلها لأنها لا تخلو من هذين الوجهين ، وقيل : عن قتادة سره وعلانيته وقليله وكثيره { إن الذين يكسبون الاثم سيجزون } في الآخرة { بما كانوا يقترفون } أي يكتسبون في الدنيا { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق } نزلت في المشركين الذين قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها ، قال الله تعالى قالوا : ما قتل الله فلا تأكلوه وما قتلتم أنتم بأيديكم أكلتموه فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقيل : ان قوماً من مجوس فارس كتبوا إلى مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية أن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ، ثم يزعمون أن ما ذبحوه حلال ، وما قتله الله حرام ، فوقع في أنفس الناس من ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه } ، قيل : هو الميتة ، وقيل : ما ذبح على النصب وأنه يعني الأكل لفسق ، قوله تعالى : { وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم } أن يلقون إليهم الشبهة ، قيل : أهل فارس يلقون إلى مشركي قريش ، وقيل : شياطين الجن يوسوسون إلى أوليائهم من الإِنس الكفار { وإن أطعمتموهم } في أكل الميتة { إنكم لمشركون } .