Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 29-34)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولو ترى } يا محمد { إذ وقفوا } مجاز عن الحسن للتوبيخ ، كما يوقف العبد الجاني بين يدي سيده ليعاقبه ، وقيل : وقفوا على جزاء ربهم ، وقيل : عرفوا حق التعريف { قال أليس هذا بالحق } وهذا تعييراً من الله لهم على الكذب ، بقولهم لما كانوا يسمعون من البعث والجزاء : ما هو بحق وما هو إلا باطل { قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } بلقاء الله تعالى ، قوله تعالى : { قد خسر } قد غبن وهلك { الذين كذبوا بلقاء الله } يعني بالبعث بعد الموت { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة } يعني فجأة { قالوا يا حسرتنا على ما فرَّطنا فيها } يعني على ما فرطنا في الدنيا من طاعة الله ، ومنه ما فرطت في جنب الله { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم } آثامهم وأثقالهم كقوله تعالى : { فبما كسبت أيديكم } [ الشورى : 30 ] والأوزار عبارة عن جملة الذنوب { ألا ساء ما يزرون } بئس شيئاً يزرون وزرهم كقوله تعالى : { ساء مثلاً القوم } ، وقيل : المؤمن إذا خرج من قبره جاءه عمله فيركب ظهر الكافر ، والوزر الثقيل من الإِثم ، وجمعه أوزار ، ومنه حتى تضع الحرب أوزارها أي أثقالها ، قوله تعالى : { وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو } يعني أن أعمال الدنيا لعب ولهو واشتغال بما لا يغني ولا ينفع كما ينفع أعمال الآخرة المنافع العظيمة { وللدار الآخرة خير للذين يتقون } دليل على أن ما سوى أعمال المنافقين لعب ولهو { قد نعلم أنه ليحزنك } بفتح الياء وضمها و { الذي يقولون } هو قولهم هو ساحر كذاب { فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } يعني أن تكذيبك أمر راجع الى الله تعالى لأنك رسوله المصدق بالمعجزات فهم لا يكذبونك في الحقيقة وإنما يكذبون الله تعالى بجحود آياته ، وقيل : لا يكذبونك بقولهم ولكنهم يجحدون بألسنتهم ، وقيل : لأنهم لا يكذبونك لأنك عندهم الصادق ولكنهم كانوا يجحدون بآيات الله تعالى ، وعن ابن عباس : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسمى الأمين فعرفوا أنه لا يكذب في شيء ولكنهم كانوا يجحدون ، وكان أبو جهل يقول : ما نكذبك ولكن نكذب بما جئتنا به ، وقيل : نزلت الآية في أبي جهل حين قال له الأخنس : يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس عندنا أحدٌ غيرنا ؟ فقال : والله ان محمداً لصادق وما كذب قط ، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة ، فماذا يكون لسائر قريش ؟ فنزلت ، وقيل : نزلت في الحرث بن عباس بن نوفل بن عبد مناف وكان يكذب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في العلانية فإذا خلى بأهله قال : ما محمد بأهل للكذب ، ويقول للنبي : إنك لصادق وانا لا نتبعك خوفاً من العرب ، وقيل : نزلت في المشركين ، وقيل : في أهل الكتاب ، قوله تعالى : { ولقد كذبت رسل من قبلك } الآية تسلية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فصبروا على ما كذبوا وأوذوا } يعني صبروا على تكذيبهم وإيذائهم { ولا مبدل لكلمات الله } يعني لمواعيده { ولقد جاءك من نبإِ المرسلين } يعني بعض أنبائهم وقصصهم وما كابدوا من مصابرة المشركين .