Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 80-88)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وحاجَّه قومه } أي خاصموه وما دلوه وقالوا له : كيف خالفت دين آبائك وقومك وجئت بدين لا يعرف ، وقيل : قالوا فلتخاف آلهتنا أن تصيبك { إلا أن يشاء ربي شيئاً } ، قيل : الاستثناء منقطع ومعناه لكن أخاف ربي أن يعاقبني إذا أذنبت ، وقيل : لا أخاف الا أن يشاء ربي فيما يفعله من ضرر لأنه القادر عليه ، وقيل : الاستثناء حقيقة ومعناه لا أخاف الأصنام إلاَّ أن يشاء ربي بأن يجعلهم أحياء متمكنين من ظلمي فحينئذ أخافهم { وكيف أخاف ما أَشركتم } يعني الأصنام وهي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع { ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً } أي حجةً وبرهاناً ، وهو القاهر القادر على كل شيء ، قال : { فأي الفريقين أحق بالأمن } يعني فريق الموحدين والمشركين { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم } بمعصية توجب الفسق { أولئك لهم الأمن } من عذاب الله تعالى { وهم مهتدون } ، قيل : إلى الجنة ، وقيل : إلى الحق والدين ، قوله تعالى : { وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } إشارة إلى ما احتج على قومه من قوله : { فلمَّا جنَّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي } [ الأنعام : 76 ] إلى قوله : { وهم مهتدون } ، ومعنى { آتيناها } أرشدناه إليها { نرفع درجات من نشاء } يعني في الحلم والحكمة ، قوله تعالى : { ووهبنا له اسحاق } أي اعطينا إبراهيم اسحاق وهو ابنه من سارة { ويعقوب } بن اسحاق { كُلاًّ هدينا } وفقنا وأرشدنا ، وقيل : هدينا بالنبوة ، وقيل : بالكرامة والمدح والثواب { ونوحاً هدينا من قبل } أي من قبل إبراهيم وولده { ومن ذريته } أي من ذرية نوح ( عليه السلام ) لأنه أقرب المذكورين ، وقيل : من ذرية ابراهيم ولوطاً لم يكن من ذرية ابراهيم { داوود } ابن آشا { وسليمان } ابنه { وأيوب } ابن أموص { ويوسف } ابن يعقوب { وموسى } هو موسى بن عمران بن يصهره { وهارون } هو أخو موسى وأكبر منه سناً بسنةٍ { وكذلك } أي وكما جزينا إبراهيم على توحيده كذلك { نجزي المحسنين } { وزكريا } ابن أذف بن كنَّا { ويحيى } ، وهو ابنه { وعيسى } ابن مريم بنت عمران { وإلياس } قيل : هو إدريس { كلٌّ من الصالحين } يعني الأنبياء { واسماعيل } ابن ابراهيم مِن هاجر الذي أنزله مكة وهو جدّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : هو الذبيح { واليسع ويونس } ابن متى { وكُلاًّ فضلنا على العالمين } عالمي زمانهم روي ذلك في الثعلبي { واجتبيناهم } اخترناهم واصطفيناهم { وهديناهم } أرشدناهم { ولو أشركوا لحبط } يعني ولو أشركوا هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم فعبدوا غيره { لحبط عنهم ما كانوا يعملون } .