Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 89-92)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء } يعني الكتاب والحكم والنبوة هؤلاء يعني أهل مكة { فقد وكَّلْنَا بها قوماً } وهم الأنبياء المذكورون ومن تابعهم ، وقيل : هم أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكل من آمن به ، وقيل : هم الملائكة وادعى الأنصار أنها لهم رواه في الحاكم ، وقوله : { وكلنا بها } يعني أنهم وفقوا للايمان بها والقيام بحقوقها { فبهداهم اقتده } والمراد : بطريقتهم في الايمان بالله تعالى وتوحيده وأصول الدين دون الشرائع فانها مختلفة { قل } يا محمد { لا أسألكم عليه أجراً } جُعلاً ورزقاً { إن هو } ، يعني محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : القرآن { إلاَّ ذكرى للعالمين } قوله تعالى : { وما قدروا الله حق قدره } يعني وما عرفوه حق معرفته أو ما عظَّموه حق تعظيمه والآية نزلت في مالك بن الصيف كان يخاصم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجدون في التوراة ان الله يبغض الحبر السمين " وكان هو حبراً سميناً فغضب ، وقال : والله { ما أنزل الله على بشر من شيء } فقال له أصحابه : ويحك ولا على موسى ؟ فقال : { ما أنزل الله على بشر من شيء } وكان يومئذ بمكة فلما رجع إلى المدينة عزلته اليهود ، وجعلوا مكانه كعب بن الأشرف لأنه كان حاكمهم ، وقيل : نزلت في فنحاص اليهودي ، وقيل : في علماء اليهود ، وقيل : القائلون قريش ، قوله تعالى : { تجعلونه قراطيس } أي كتباً وصحفاً { تبدونها وتخفون كثيراً } أي تظهرون بعضاً وتكتمون بعضاً مثل آية الرجم وذكر محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وعُلِّمْتُم ما لم تعلموا } ، قيل : هو خطاب للمسلمين تذكيراً لهم نعمة الله تعالى ، وقيل : خطاب لليهود أي جعل لهم علماً فضيَّعوه ولم ينتفعوا به ، قال جار الله : الخطاب لليهود أي علمتم على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مما أوحى إليه { ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم } وأنتم حملة التوراة ولم يعلمه آباؤكم الأقدمون الذين كذبوا وكانوا أعلم منكم { إنَّ هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون } [ النمل : 76 ] ، وقيل : الخطاب لمن آمن من قريش كقوله تعالى : { لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم } [ يس : 6 ] ، قوله تعالى : { قل الله } أي الله أنزله فإنهم لا يناكرونك { ثم ذرهم في خوضهم } يعني في باطلهم الذي يخوضون فيه { وهذا كتاب } يعني القرآن { مصدق الذي بين يديه } يعني الكتب التي أنزلها الله تعالى { ولتنذر أم القرى } أي لتخوفهم ، وأم القرى مكة لأن الخلق يجتمعون إليها ، ولأن الأرض دحيت من تحتها { والذين يؤمنون بالآخرة } يعني يصدقون بالنشأة الآخرة { يؤمنون به } قيل : بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : بالقرآن { وهم على صلاتهم يحافظون } يعني الصلوات الخمس يداومون عليها .