Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 93-96)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحى إلي ولم يوح إليه شيء } يعني يزعم ان الله تعالى بعثه نبياً وهو مسيلمة الكذاب أو كذَّاب صنعاء الأسود العنسي ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " رأيت فيما يرى النائم كان في يدي سوارين من ذهب فكبرا عليَّ فأوحى الله إليَّ أن أنفخهما فنفختهما فطارا عني فأوَّلت ذلك كذاب اليمامة مسيلمة وكذاب صنعاء الأسود العنسي " { ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله } ، " الآية نزلت في عبد الله بن أبي سرح القرشي ، وكان يكتب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكان إذا أملى عليه سميعاً عليماً كتب عليماً حكيماً ، وإذا قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليماً حكيماً كتب غفوراً رحيماً ، فلما نزل قوله تعالى : { ولقد خلقنا الإِنسان من سلالة من طين } إلى آخر الآية عجب عبد الله من تفصيل خلق الانسان فقال : تبارك الله أحسن الخالقين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اكتبها فهكذا نزلت " فشك عبد الله فقال : لئن كان صادقاً لقد أوحي إلي كما أوحي إليه ، وإن كان قاله لقد قلت كما قال ، وارتد عن الاسلام ، وروي أنه أسلم قبل الفتح ، وقيل : مات منافقاً { ولو ترى } يا محمد ، أو أيها السامع { إذ الظالمون في غمرات الموت } أي شدائد الموت عند النزاع ، وقيل : في أشد العذاب { والملائكة باسطوا أيديهم } قيل : بالعذاب ، وقيل : بالضرب يضربون وجوههم وأدبارهم ، يقال بسط اليه يده بالمكروه ، وقيل : عند قبض الأرواح ، قوله : { اخرجوا أنفسكم } ، قيل : من عذاب النار على جهة التوبيخ ، وقيل : المراد يخرجون أرواحهم على كره منهم لأن نفس المؤمن تنشط للخروج ، والجواب محذوف ، يعني فلو تراهم في هذه الأحوال لرأيت أمراً شنيعاً ، قوله تعالى : { وكنتم عن آياته تستكبرون } يعني عن محمد وعن القرآن { ولقد جئتمونا فرادى } يعني تقول الملائكة لهم ذلك فرادى لا مال معكم ولا ولد ولا خدام أو كل واحد على حدته { كما خلقناكم أول مرة } على الهيئة التي ولدتم عليها من الانفراد حفاة عراة غرلاً { وتركتم ما خوَّلْنَاكم } يعني ما أعطيناكم من الخدم والنعم والعبيد ومن الأموال { وراء ظهوركم } في الدنيا ، " وروي عن عائشة في قوله تعالى : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة } ، فقالت : يا رسول الله واسوأتاه النساء والرجال يحشرون جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال شغل بعضهم عن بعض " قوله تعالى : { وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء } وهي الأصنام { لقد تقطَّع بينكم } أي انقطع ما بينكم من الموادات والمواصلات { وضلّ عنكم ما كنتم تزعمون } { ان الله فالق الحب والنوى } بالنبات ، وقيل : المراد الشق الذي في النواة والحنطة { يخرج الحيَّ من الميت ومخرج الميت من الحيّ } ، قيل : الانسان من النطفة والنطفة من الانسان ، وقيل : الطائر من البيض والبيض من الطائر ، وقيل : الكافر من المؤمن والمؤمن من الكافر { ذلكم الله فأنى تؤفكون } أي كيف تصرفون عن الحق ، وقيل : تكذبون في جعل الأوثان الهة والمراد أنى تصرفون عن عبادته وتعدلون عنه ، قوله تعالى : { فالق الإصباح } أي شاق عمود الصبح من ظلمة الليل وسواده ، وقيل : خالق الاصباح { وجاعل الليل سكناً } أي جعل الليل لسكون الخلق فيسكن فيه كل متحرك { والشمس والقمر حسباناً } أي جعلهما يجريان بحسبان فتقطع الشمس جميع البروج في ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً ، والقمر في ثمانية وعشرين يوماً فبنى عليهما الليالي والأيام والشهور والأعوام { ذلك تقدير العزيز العليم } .