Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 60, Ayat: 1-2)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يأيها الذين آمنوا لا تخذوا عدوي وعدوكم أولياء } " الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة لما كتب إلى قريش يخبرهم ببعض أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقدومه مكة ليتخذ عندهم يداً ، وكان ممن شهد بدراً فاعتذر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بصدقه وقبل عذره ، وقال : لا تقولوا له إلاَّ خيراً " ، وقيل : " أن امرأة من مكة يقال لها سارة أتت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد بدر بسنتين ، وكساها ، وكان يجهز لفتح مكة وكان حاطب كتب إلى أهل مكة ودفعه إليها وأعطاها عشرة دنانير أن رسول الله يريدكم فخذوا حذركم ، وخرجت المرأة ونزل جبريل أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فبعث خلفها عليّاً وعمر وعماراً ومقداد فقال : " خذوا الكتاب وخلوا سبيلها فإن لم تدفعه اليكم فاضربوا عنقها " ، فخرجوا وأدركوها بالمكان الذي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقالوا : أين الكتاب ؟ فحلفت ولم يجدوا في متاعها شيئاً ، فهمّوا بالرجوع فقال علي بن أبي طالب : " والله ما كدتنا " وسلّ سيفه وقال : " أخرجي الكتاب وإلا ضربت عنقك " فأخرجت من ذؤابتها كتاباً فخلوا سبيلها ، ورجعوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فدعا حاطباً وقال : ما حملك على ما صنعت ، وقال : والله ما كفرت أردت أن اتخذ عندهم يداً لأن أهلي بين أظهرهم ، فتركه " ، معنى عدوي لمخالفته لأمري وهذه الموالاة المنهي عنها وهي الموالاة في الدين والتناصر { تلقون إليهم بالمودة } أي تفضون إليهم بمودتكم سراً { وقد كفروا بما جاءكم من الحق } يعني القرآن { يخرجون الرسول } من مكة { وإياكم أن تؤمنوا بالله } أي لأجل ايمانكم بالله { إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي } يعني إن كان عرضكم في خروجكم وجهادكم وهجرتكم الإِيمان وطلب رضى الله فلا تتخذوه { تسرّون إليهم بالمودة } أي تخفون مودتهم { وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم } أي سِرَّكم وعلانِيَّتكم { ومن يفعله منكم } يعني من يفعل هذه الأسرار فقد أخطا طريق الحق والصواب { إن يثقفُوكم } أي يظهروا عليكم { يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء } قيل : أيديهم بالقتل وألسنتهم بالشتم ، يعني لا يتركوا في إلحاق السوء بكم باليد واللسان { وودوا لو تكفرون } أي يحبون أن ترجعوا عن دينكم .