Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 7-14)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومن أظلم } أي من أشد ظلماً { ممن افترى على الله الكذب } أي يختلق الكذب عليه ويقول لمعجزاته سحر ويقول للرسول أنه كاذب { وهو يدعى إلى الإِسلام } الطاعة ، ويقول الله : لم يرد منا الإِسلام ولو فعل ذلك آمنا { والله لا يهدي القوم الظالمين } لا يحكم بهداية من ظلم ، وقيل : لا يثيبُه ولا يهديه إلى جنته ، وقيل : لا يلطف بهم { يريدون ليطفئوا نور الله } لام ليطفئوا لام كي ، أو بمعنى أن تقديره أن يطفئوا نور الله ، يعني هؤلاء الكفار في إرادتهم إبطال الاسلام بقولهم في القرآن هذا سحر مبين ، مثلت حالهم بحال من ينفخ في نور بفيه ليطئفه { والله متم نوره } أي متم الحق ومبلغه غايته ومظهر كلمته ومؤيد دينه { ولو كره الكافرون } ذلك هو { الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } قيل : الهدى الايمان ، ودين الحق الشرائع { ليظهره على الدين كله } ليظهر الرسول الدين وليحكم به دون سائر الأديان ، وقيل : ليظهر الله الدين على سائر الأديان { ولو كره المشركون } ظهوره { يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم } تخلصكم { من عذاب أليم } موجع وهو عذاب النار { تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم } يدخل فيه أنواع الجهاد فجهاد مع الكفار بالحجة أولاً وبالسيف آخراً ، وجهاد المبتدعة بالحجة ، وجهاد النفس بالصبر على الطاعة { ذلكم } بذل الجهد مع طاعة الله { خير لكم إن كنتم تعلمون } الخير والشرائع { يغفر لكم ذنوبكم } إذا تبتم { ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار } أي يجري الماء تحت الأشجار والأبنية و { مساكن طيبة } ، أي مواضع يسكنونها طيبة من طيبها لا يبغون عنها حولاً ، سأل الحسن عمران بن الحصين وأبي هريرة عن تفسير { ومساكن طيبة } فقالا : على الخبير سقطت ، سألنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن ذلك فقال : " قصر من لؤلؤة في الجنة ، في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء ، في كل بيت سبعون سريراً ، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون ، على كل فراش امرأة من الحور العين ، وفي كل بيت سبعون مائدة من ألوان الطعام " { في جنات عدن } أي في إقامة لا طعن عنها { ذلك الفوز العظيم } الظفر المطلوب { وأخرى } ولكم خصلة ، أي مع الثواب الدائم ، وقيل : تجارة أخرى { تحبونها } الهاء كناية عن محذوف ، أي تحبون الخصلة ، ثم فسرها بقوله : { نصر من الله وفتح قريب } ، وقيل : بل هو فتح مكة ، وقيل : بل هو عام وقد توالت فتوح الإِسلام ، ومعنى قريب كونه { يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله } ، وقيل : أنصار أوليائه ونبيه { كما قال عيسى ابن مريم للحواريين } هم أول من آمن به ، وكانوا اثني عشر رجلاً ، وحواري الرجل صفيه وخلاصته من الحوار وهو البياض الخالص ، وقيل : كانوا صيادين السمك ، وقيل : الحواري خاصة الإِنسان لأنهم خلصوا من كل عيب { قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم } الكفار { فأصبحوا ظاهرين } أي غالبين قاهرين ، وقيل : أيَّدنا من كان في زمانهم على من كفر بعيسى ، وعن زيد بن علي ( رضي الله عنه ) : كان ظهورهم بالحجة .