Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 19-30)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات } بأجنحتها وهي تطير { ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمان } أي ما يحبسهن في الهواء في حال القبض والبسط إلا الرحمان { إنه بكل شيء بصير } أي عالم { أمن هذا الذي هو جند لكم } هذا عطف على قوله أمنتم من في السماء من جند الله أن ينزل عليكم عذاباً أم لكم جند { ينصركم من دون الرحمان } أي ليس لكم مانع من العذاب { إن الكافرون إلا في غرور } { أمّن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه } الذي هو رزقكم أسباب الرزق نحو المطر والنبات { بل لجّوا } أي تمادوا واستمروا في اللجاج { في عتو } أي بعد عن الحق { ونفور } عن الحق { أفمن يمشي مكباً على وجهه } ، قيل : ضرب مثلاً للمؤمن والكافر ، وقيل : هو على الحقيقة فإن الكافر يحشر يوم القيامة يمشي على وجهه ، ومعناه أفمن يمشي مكبَّاً على وجهه قيل : ساقطاً فلا يرى الطريق ولا يقدر على المشي ، وقيل : أفمن يمشي راكباً رأسه في الضلالة كالأعمى لا يبصر حقاً من باطل { أهدى أمّن يمشي سوياً على صراط مستقيم } واضح قيم { قل } يا محمد { هو الذي أنشأكم } أي أوجدكم من عدم { وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة } وإنما خصّ هذه الأعضاء لأنها طرق العلم ومحله القلب ، أي أعطاكم آلات العلم ولم تتفكروا { قليلاً ما تشكرون } قيل : قليلاً شكرهم على هذه النعم ، وقيل : قليلاً من يشكر منهم { قل هو الذي ذرأكم } أي خلقكم صغاراً ثم نقلكم إلى حال التكليف ، وقيل : أراد آدم لأنه خلق من الأرض { وإليه تحشرون } أي إلى حكمه وجزائه تجمعون { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } يعني وعد البعثة والجزاء إن كنتم صادقين إن ذلك كائن { قل } يا محمد { إنما العلم عند الله } يعني علم الساعة متى تكون تختص به القديم سبحانه { وإنما أنا نذيرٌ مبين } { فلمَّا رأوه } هذا إخبار عمن تقدم من الكفار حين رأوا نزول العذاب بهم ، وقيل : رأوا العذاب يوم بدر ، وقيل : معاينة { سيئت وجوه الذين كفروا } أي يظهر على وجوههم آثار الغم والحسرة ، وقيل : اسودت وجوههم { وقيل } ساءهم رؤية القيامة ، وقيل : لهؤلاء الكفار { هذا الذي كنتم به تدعون } واختلفوا من القائل قيل : قاله الملائكة ، وقيل : قاله بعضهم لبعض تندماً ، ويُحتمل أنه تعالى يقول ذلك زيادة لهم في عقابهم ، قيل : كان المشركون يتمنون موت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه فنزل قوله : { قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا } يعني إن أصابنا أو أبقانا وأخّر أجلنا فمن يجيركم من العذاب فإنه واقع بكم لا محالة وتلخيصه لا مجير للكافرين أهلكنا أو رحمنا وإنما النجاة بالإِيمان { قل هو الرحمان آمنا به وعليه توكّلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين } فستعلمون إذا جمعنا في القيامة عن قريب من الضلاّل ، ومعنى مبين ظاهراً { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً } أي غائراً ذاهباً في الأرض { فمن يأتيكم بماء معين } قيل : ظاهر العيون ، وقيل : جاري .