Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-8)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الحاقة } القيامة أي ما القيامة تفخيماً لشأنها { وما أدراك ما الحاقة } وما يدريك بما ليس بمعلوم في جميع القرآن { كذبت ثمود } وهم قوم صالح { وعاد } قوم هود { بالقارعة } قيل : بالقيامة لأنها تقرع القلوب بأهوالها { فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية } قيل : بالصيحة التي نزلت بهم والطاغية المتجاوزة في الفعل كل صيحة ، وتسمى الصيحة طاغية لتجاوزها الحد ، والمراد العذاب النازل بهم { وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر } قيل : باردة وهي الريح الشديدة الصوت ، ومنه صرصر الباب ، وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما أرسل الله سفينة ريح إلا بمكيال ، ولا قطرة مطر إلا بمكيال ، إلا يوم عاد ويوم نوح ، فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سبيل " ثم قرأ : { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية } " وأما يوم عاد فعتت على الخوان فلم يكن لهم عليها سبيل " ثم قرأ : { بريح صرصر عاتية } " ولعلها عبارة عن الشدة والإِفراط ، وقيل : عاتية مهلكة ، وقيل : عتت على خزانها فجرت بلا كيل ولا وزن { سخّرها } سلطها { عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً } قال وهب : هي التي تسمى للعرب أيام العجوز ذات برد ورياح شديدة ، ونسبت إلى العجوز لأن عجوزاً دخلت سرباً فتبعتها فقتلتها اليوم الثامن وانقطع العذاب ، وهي آخر الشتاء ، والحسوم القاطعة كأنه يتابع عليهم الشر حتى استأصلهم ، وقيل : { فترى القوم فيها صرعى } مصروعين هلكى { كأنهم أعجاز } قيل : أصول النخل { خاوية } خالية إلا خراب ، وشبهوا قيل : شبهوا بذلك لعظم أجسامهم ، وقيل : لما أرسل عليهم الريح قاموا واعتمدوا على أجلهم ليدفعوا الريح فزمعتهم بين السماء والأرض وأهلكتهم { فهل ترى لهم من باقية } أي ليس لهم باقية .