Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 25-52)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأمَّا من أوتي كتابه بشماله } وهم العصاة { فيقول } هي علامة أهل النار تلوى يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه ، وقيل : تنزع من صدره إلى خلف ظهره فإذا قرأ كتابه مشحوناً بكل قبيح وفاحشة قال تحسراً : { يا ليتني لم أوتَ كتابيه } كلام من ضاق صدره وقلّت حيلته فيقول : يا ليتني لم أعط هذا الكتاب ليتني لم أره { ولم أدر ما حسابيه } هذا كلام تحسراً وندماً { يا ليتها كانت القاضية } يعني الموتة الأولى في الدنيا ولم يكن لي حياة ، وقيل : معناه ليتني مت فلم يكن لي حياة واسترحت { ما أغنى عني ماليه } أي ما كفى عني شيئاً من عذاب الله وما ينفعني اليوم { هلك عني سلطانيه } قيل : حجتي { خذوه } أي يقال للملائكة الذين هم خزنة جهنم { خذوه فغلوه } أي اجعلوا الأغلال في أعناقهم { ثم الجحيم صلّوه } أي أدخلوه النار وألزموه اياها { ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً } بذراع الملك أي اسلكوه في السلسلة قيل : تدخل من دبره وتخرج من منخرته ، وقيل : تدخل من فيه وتخرج من دبره ، وقيل : تدخل من دبره وتخرج من حَلقه وتكون محمّاة بنار جهنم ، واختلفوا بالذراع ، قيل : سبعون ذراعاً ، وروي : لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها { إنه كان لا يؤمن بالله العظيم } شأنه وصفاته { ولا يحض على طعام المسكين } وهو المحتاج الفقير وهو منع الزكاة { فليس له اليوم هاهنا حميم } يعني يوم القيامة حميم صديق ، وقيل : أحد يحميه ، وقيل : قريب يعينه { ولا طعام إلا من غسلين } وهو غسالة أهل النار وما يسيل من أبدانهم من الصديد { لا يأكله إلا الخاطئون } الآثمون { فلا أقسم بما تبصرون } { وما لا تبصرون } وما لا ترون وأراد جميع المكونات ، وقيل : ما تبصرون الشمس والقمر وما لا تبصرون العرش والكرسي ، وقيل : الجنة والنار ، وقيل : ما على وجه الأرض وما في بطنها ، وقيل : بالنعم الظاهرة والباطنة ، وقيل : بالأجسام والأرواح ، وقيل : الجن والإِنس { إنه } جواب القسم { لقول رسول } قيل : جبريل ، وقيل : محمد { كريم } على ربه أي بقوله ويكلم به على وجه الرسالة عند الله { وما هو بقول شاعر } ولا كاهن كما تدّعون { قليلاً ما تؤمنون } والقلَّة في معنى العدم ، أي لا تؤمنون ولا تذكرون البتة { تنزيل } بياناً لأنه قوله : { رسول كريم } نزل عليه { من رب العالمين } { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } قيل : ادّعى الوحي فيما لم يوح إليه ، وقيل : بزيادة أو نقصان أو بغير لو فعل ذلك { لأخذنا منه باليمين } أي لو فعل ذلك لانتقم الله منه فنفى ذلك منه وبين عصمته ، وقيل : باليمين بالقوة ، وقيل : لقطعنا يده اليمنى { ثم لقطعنا منه الوتين } قيل : نياط القلب ، وقيل : عروق في القلب تتصل بالظهر { فما منكم من أحد عنه حاجزين } أي مانعين من العقاب { وإنه } يعني القرآن { لتذكرة } أي عظة لمن تدبر وتفكر وخصَّ { للمتقين } لأنهم الذين ينتفعون به ليفكروا فيه { وإنَّا لنعلم أن منكم مكذبين } إشارة إلى أن منهم مصدق ومكذب { وإنه لحسرة على الكافرين } قيل : القرآن حسرة عليهم حيث لم يعملوا به ، وقيل : البعث والحساب حيث لم يُعدّوا لهما ، وقيل : أمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حسرة عليهم حيث كذبوا به { وإنه لحق اليقين } ، قيل : معناه أنه صدق ويقين { فسبح باسم ربك العظيم } أي نزهه عما لا يجوز عليه من الصفات .