Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 103-114)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثم بعثنا من بعدهم موسى } من بعد الأنبياء تسلية للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقيل : بعد الأمم التي تقدم ذكرها بيَّن تعالى قصة موسى وما جرى له من فرعون ، فأما قصة العصا فقيل : كان أعطاه ملك حين توجه إلى مدين ، وقيل : كان عصى آدم من آس الجنة تدور في أولاده حتى انتهت إلى شعيب ، ثم إلى موسى ( عليه السلام ) ، فخرج موسى بأمر الله تعالى متوجهاً إلى مصر وقال ما حكاه الله تعالى عند قوله تعالى : { وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين } روي أنه لما قال موسى ذلك ، قال : كذبت ، فقال : { حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق } ، قوله تعالى : { فأرسل معي بني اسرائيل } فخلهم حتى يذهبوا معي راجعين إلى الأرض المقدسة التي هي وطنهم وموالد آبائهم ، وذلك أن يوسف ( عليه السلام ) لما توفى وانقرضت الأسباط غلب فرعون نسلهم واستبعدهم فأنقذهم الله تعالى بموسى ( عليه السلام ) وكان بين اليوم الذي دخل فيه يوسف وبين اليوم الذي دخل فيه موسى ( عليه السلام ) أربع مائة عام ، وروي في الثعلبي أيضاً أن فرعون موسى كان فرعون يوسف فقال فرعون مجيباً لموسى ( عليه السلام ) : إن كنت نبياً فأت بآية { إن كنت من الصادقين } ، قوله تعالى : { فألقى } الآية ، وروي أنه كان ثعباناً ذكراً أشعراً فاغراً فاه بين لحيته ثمانون ذراعاً ، فوضع لحيه الأسفل في الأرض ولحيه الأعلى على سور القصر ، ثم توجه نحو فرعون ليأخذه ، فوثب فرعون من سريره وهرب وأحدث ولم يكن أحدث قبل ذلك وهرب الناس وصاحوا ، وحمل عليهم فانهزموا ومات منهم خمسمائة وعشرون ألفاً قتل بعضهم بعضاً ، ودخل فرعون البيت وصاح : يا موسى خذه وأنا أؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذه موسى فعاد عصا ، وروي أنه أرى فرعون يده فقال : ما هذه ؟ قال : يدي ، ثم أدخلها في جيبه وعليه مدرعة من صوف ونزعها { فإذا هي بيضاء للناظرين } ، قيل : كان منها شعاع الشمس فعند ذلك { قال الملأ من قوم فرعون إنّ هذا لساحر عليم } أي عالم بالسحر { يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون } هذا من قوم فرعون للملأ فأجابوه { قالوا أرجه وأخاه } يعني أخرهما وأصدرهما عنك ، وقيل : احبسهما { وأرسل في المدائن حاشرين } وكان له مدائن فيها السحرة إذا أحزنه أمر أرسل اليهم قوله تعالى : { يأتوك بكل ساحر عليم } مثله في العلم فعند ذلك الأمر استدعى بالسحرة فقال تعالى : { وجاء السحرة فِرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين قال نعم وانكم لمن المقربين } وروي أنه قال لهم تكونوا أول من يدخل علي وآخر من يخرج وهو التقريب والتعظيم ، وروي أنه دعا برؤساء السحرة ومعلمهم فقال لهم : ما صنعتم ؟ فقالوا : قد فعلنا سحراً لا يطيقه سحرة الأرض إلا أن يكون أمراً من السماء فلا طاقة لنا به ، وروي أنه كانوا ثمانين ألفاً ، وقيل : سبعين ألفاً ، وقيل : بضعة وثلاثين ألفاً .