Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 115-126)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين } فيه ما يدل على أن رغبتهم أن يلقوا قبله { فلما ألقوا } يعني ألقت السحرة حبالهم وعصيهم وكانوا قد صوروا شبه الحياة العظيمة ، وروي أنهم أتوا حبالهم وعصيهم وخشبهم وجعلوا فيها ما يوهم الحركة ، قيل : جعلوا فيها الزئبق ، وروي الثعلبي أنهم ألقوا حبالاً غلاظاً ، وخشباً طوالاً ، فإذا هي حيات كأمثال الجمال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضاً { واسترهبوهم } أي أرادوا إرهابهم بذلك { وجاؤوا بسحر عظيم } أي تمويه لم يكن من جنسه أعظم منه ، وقيل : عظيم عند الناس { وأوحينا إلى موسى أن ألقِ عصاك فإذا هي تلقف } أي تبتلع { ما يأفكون } أي ما يكذبون ، وقيل : يعلمون ويزورون على الناس ، وروي أنها لمّا تلقفت مِلْءَ الوادي من الخشب والحبال ورفعها موسى فعادت عصا كما كانت ، وأعدم الله بقدرته تلك الأجرام العظيمة ، وروي أن حبالهم وعصيهم كانت حمل ثلاثمائة بعير ولما أكلت سحرهم كله قالت السحرة : لو كان هذا سحراً لبقيت حبالنا وعصينا فذلك قول الله تعالى : { فوقع الحق } أي ظهر { وبطل ما كانوا يعملون } من السحر { فغلبوا هنالك وانقلبوا } وانصرفوا { صاغرين } وصاروا أذلاء مقهورين { وألقي السحرة ساجدين } سجدوا لما عاينوا تلك الآية العظيمة ، قوله تعالى : { قالوا آمنا برب العالمين } يعني صدقنا برب العالمين خالقهم ومدبرهم { رب موسى وهارون } يعني الذي يدعون إلى الإِيمان به { إن هذا لمكر } صنع وخديعة { مكرتموه } وصنعتموه أنتم وموسى { في المدينة } أي مصر قبل خروجكم إلى هذا الموضع { لتخرجوا منها أهلها } بسحركم { فسوف تعلمون } ما أفعل بكم { لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف } وهو أن يقطع من كل شق طرفاً ، وقيل : أول من قطع وصلب فرعون ، قالوا : يعني السحرة لفرعون مجيبين عن وعده { قالوا إنا إلى ربنا منقلبون } إلى جزائه وحكمه صائرون ، وقيل : قالوا : لا بد لنا من موت ، وقيل : الذي توعدنا به نحن صابرون اليه ثم فرعوا إلى الله تعالى فقالوا : { ربنا أفرغ علينا صبراً } أنزل علينا صبراً حتى لا نرجع { وتوفنا مسلمين } واقبضنا على دين موسى فأصبحوا كفاراً سحرة وأمسوا شهداء بررة .