Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 127-132)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقال الملأ من قوم فرعون } يعني الجماعات ، وقيل : الأشراف { أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض } يعني لكي يفسدوا عليك خدمك وعبيدك ، وروي أنهم قالوا ذلك لأنه وافقهم به على الايمان ستمائة ألف نفس { ويذرك وآلهتك } فلا يعبدك ولا يعبدها ، قال ابن عباس : كان لفرعون بقرة يعبدها فإذا رأى بقرة حسناء أمرهم أن يعبدوها ، فقال فرعون مجيباً بقوله : { سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم } يعني نعيد عليهم ما كانوا فيه من قتل الأبناء ليعلموا أنا على ما كنا عليه من الغلبة والقهر وانهم مقهورون تحت أيدينا وإن غَلَبَةَ موسى لا أثر لها في ملكنا ، قوله تعالى : { قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا } حين قال لهم فرعون سنقتل أبناءهم فجزعوا فوعدهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) النصر والغلبة وإهلاك القبط ويورثهم أرضهم وديارهم { والعاقبة للمتقين } ، قوله تعالى : { قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا } قالوا : يعني بني إسرائيل الذين آمنوا بموسى : أوذينا لحقنا الضرر من جهة فرعون بقتل ابنائنا واستخدام النساء من قبل أن تأتينا بالرسالة ومن بعد ما جئتنا ، قيل : بالوعيد لهم فـ { قال موسى عسى ربكم } وعسى من الله واجبة وقال أبو علي : عسى هذا يقين { أن يهلك عدوكم } قوم فرعون وقد فعل حين غرق فرعون وقومه وهم ينظرون { ويستخلفكم في الأرض } أي يملككم الأرض { فينظر كيف تعملون } أي كيف تشكرون الله على نعمه { ولقد أخذنا آل فرعون } خاصته وقومه وأتباعه { بالسنين } بالجدب والقحط عاماً بعد عام { ونقص من الثمرات } والغلات بالآفات والعاهات ، وقيل : كان في أمصارهم لا تحمل النخلة الاَّ تمرة واحدة أو تمرتين ، وعن كعب : يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة إلا تمرة واحدة { لعلهم يذكرون } فينتبهون على أن ذلك لإصرارهم على الكفر ، وقيل : عاش فرعون أربع مائة سنة ولم ير مكروهاً في ثلاثمائة وعشرين سنة ، ولو أصابه في تلك المدة وجع أو حمى لما ادعى الربوبية { فإذا جاءتهم الحسنة } من الخصب والرخاء { قالوا لنا هذه } أي هذه مختصة بنا ونحن مستحقوها ولم نزل في النعمة { وأن تصبهم سيئة } ، قيل : ضيق وجدب وبؤس وبلاء { يطيروا بموسى ومن معه } يقولون ما أصابنا بلاء ولا رأينا شراً حتى رأيناكم ، لأنهم أقاموا في نعمة قبل موسى في الخبر المتقدم ثلاثمائة وعشرين سنة ، قال الله تعالى : { ألا إنما طائرهم عند الله } يعني ما يصيبهم من الخصب والجدب يعني ألا إنما سبب شؤمهم عند الله { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أن الذي أصابهم من الله تعالى ، قوله تعالى : { وقالوا } يعني قوم فرعون { مهما } ، قيل : معناه كلما تأتينا ومتى تأتينا ، وقيل : معناه ما { تأتنا به من آية لتسحرنا بها } لتبطلنا عما نحن عليه من دين فرعون { فما نحن لك بمؤمنين } بمصدقين .