Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 143-147)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولما جاء موسى لميقاتنا } يعني الموضع الذي وقّتنا له { وكلمه ربه } من غير واسطة كما يكلم الملك وتكلمه أن يخلق الكلام منطوقاً به في بعض الاجرام كما خلقه مخطوطاً في اللوح ، وروي أن موسى ( عليه السلام ) كان يسمع ذلك الكلام من كل جهة ، وعن ابن عباس : كلمه أربعين يوماً أو أربعين ليلة وكتب له الألواح ، وقيل : إنما كله في أول الاربعين { قال رب أرني أنظر اليك } يعني اجعلني متمكناً من رؤيتك ، فإن قيل : كيف طلب موسى ( عليه السلام ) ذلك وهو من أعلم الناس بالله تعالى وصفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز ؟ فقد قيل : أن قومه طلبوا ذلك ، وقيل : إنهم حين طلبوا الرؤية أنكر عليهم فقالوا : لا بد ولن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأراد أن يسمعوا النص من الله تعالى وهو قوله : { لن تراني } ليتيقنوا وينزاح عنهم ما داخلهم من الشبهة ، فلذلك { قال رب أرني أنظر إليك } { فإن استقر مكانه فسوف تراني } تعليق لوجود الرؤية بوجود ما لا يكون من استقرار الجبل مكانه حين تركه دكا { فلما تجلى ربه للجبل } ظهر أمره وقدرته { جعله دكاً } قيل : تراباً ، وقيل : مستوياً من الأرض ، وقيل : ساح في الأرض ، وقيل : تقطع أربع قطع قطعة ذهبت نحو المشرق وقطعة نحو المغرب وقطعة سقطت في البحر وقطعة طارت رملاً { وخرَّ موسى } أي سقط { صعِقاً } مغشياً عليه استعظاماً لما رأى من الآيات الباهرة ، وقيل : مبالغة في الزجر واستعظاماً لما سألوا موسى ، وروي أن الملائكة مرت عليه وهو مغشي عليه فجعلوا يلكزونه بأرجلهم ويقولون يابن النساء الحيض أطمعت في رؤية رب العزة قاله جار الله ، قوله تعالى : { وكتبنا له في الألواح } قيل : كان كنقش الخاتم عن وهب ، وقيل : كتبنا أي فرضنا فيه الفرائض ، وروي أن الألواح صحائف فيها التوراة ، قيل : كانت عشرة ألواح ، وقيل : سبعة ، وقيل : لوحين ، وقيل : كانت من زمرد جاء بها جبريل ، وقيل : من زبرجدة خضراء وياقوتة حمراء ، وقيل : أمر الله تعالى موسى يقطعها من صخرة ، وقيل : كانت من خشب نزلت من السماء طولها كان عشرة أذرع { وتفصيلاً لكل شيء } وقيل : يريد التوراة ، وقيل : من كل شيء كان بني اسرائيل محتاجون اليه في دينهم من المواعظ وتفصيل الأحكام ، وقيل : أنزلت التوراة وهي وقر سبعين بعيراً ، يُقرأ الجزء منها سنة ، لم يقرأها إلا أربعة نفر : موسى ويوشع وعزير وعيسى ، قيل : كتب في الألواح أني أنا الله لا إله إلا أنا الرحمن الرحيم لا تشركوا بي شيئاً ، ولا تقطعوا السبيل ، ولا تحلفوا باسمي كاذباً ، ولا تقتلوا ولا تزنوا ولا تعقوا الوالدين { فخذها بقوة } ، قيل : بجدّ واجتهاد تبليغاً وعلماً وعملاً { وأمر قومك يأخذوا بأحسنها } أي يحملوا على أنفسهم بالأخذ بما هو أدخل في الحُسن وأكثر للثواب كقوله : اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ، وقيل : يأخذوا بما هو واجبٌ أو ندبٌ لأنه أحسن من المباح ، وقيل : بالناسخ دون المنسوخ ، وقيل : تأخذوا بحسنها وكلها حسن { سأوريكم دار الفاسقين } يريد دار فرعون وقومه وهو بمصر كيف دمروا لفسقهم ، وقيل : منازل عاد وثمود والقرون التي أهلكهم الله بفسقهم ، وقيل : أراد بدار الفاسقين نار جهنم { سأصرف عن آياتي } بالطبع على قلوب المتكبرين وخذلانهم ولا يتفكرون فيها ، وقيل : سأصرف عن إبطالها وإن اجتهدوا كما اجتهد فرعون أن يبطل آية موسى بأن جمع لها السحرة { وأن يروا كل آية لا يؤمنوا بها } يعني هؤلاء المتكبرين { وإن يروا سبيل الرشد } طريق الهدى والرشاد { لا يتخذوه سبيلاً وإن يروا كل سبيل الغي } يعني الضلال والهلاك { ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا } بحجتنا { وكانوا عنها غافلين } .