Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 148-153)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { واتخذ قوم موسى } يعني السامري ومن أعانه ، وقيل : أراد جميعهم لأن منهم من اطاع ومنهم من عبد ومنهم من رضي والقليل منهم أنكر ذلك ، فخرج الكلام على الغالب منهم { من بعد } أي من بعد خروج موسى ( عليه السلام ) إلى الميقات { من حليهم } أي من زينتهم من الذهب والفضة وكانوا استعادوها بنو إسرائيل من القبط ليوم عيد لهم وخرج موسى من مصر ومعهم ذلك الحلي فلما غرق فرعون وقومه اتخذ السامري وقومه منها عجلاً { جسداً } وقال : هذا إلهكم وإله موسى ، وقيل : كان السامري من أشرافهم ، قيل : جسداً لا روح فيه ، وقيل : لحماً ودماً ، وقيل : لم يصر لحماً ودماً كسائر الأجسام والخوار صوت البقر ، قال الحسن : أن السامري قبض قبضة من أثر فرس جبريل يوم قطع البحر فقذفها في العجل فكان عجلاً { له خوار ألم يروا } يعني الذين عبدوا العجل من دون الله { أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً اتخذوه } أي عبدوه { وكانوا ظالمين ولما سقط في أيديهم } يعني لما اشتد ندمهم وحسرتهم على ذلك والأصل فيه الندم { ورأوا أنهم قد ضلوا } يعني تبينوا أنهم قد ضلوا { قالوا لئن لم يرحمنا } الآية ، { ولما رجع موسى } إلى قومه يعني من الميقات الذي وعده الله تعالى وكلمه وأعطاه التوراة { غضبان أسفاً } يعني حزيناً { قال بئس ما خلفتموني من بعدي } بئس الفعل فعلتم بعد ذهابي يعني فقمتم مقامي وخلفتموني من بعدي وهذا الخطاب إما أن يكون لعبدة العجل من السامري وأتباعه ، أو يكون الخطاب لهارون ( عليه السلام ) والمؤمنين معه ، بئس ما خلفتموني حيث عبدتم العجل مكان عبادة الله تعالى : { أعجلتم أمر ربكم } وعد ربكم الذي وعدني من الأربعين الليلة ، وروي أن السامري قال لهم حين أخرج لهم العجل وقال لهم : وإلهكم وإله موسى ، إن موسى لم يرجع وأنه قد مات ، وروي أنهم عدّوا عشرين يوماً بلياليها { وألقى الألواح } غضباً على قومه حين عبدوا العجل ، وطرحها لما لحقه من فرط الدهش وشدة الضجر من استماعه حديث العجل غضباً لله وحميَّة لدينه ، وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شديد الغضب لله ، وكان هارون ألين جناباً إلى بني اسرائيل من موسى { وأخذ برأس أخيه } يعني بشعر رأسه { يجره إليه } وذلك لشدة ما ورد عليه من الأمر { قال ابن أم } وكان أخاه من أبيه وأمه { إنّ القوم استضعفوني } يعني حين عبدوا العجل { وكادوا } أي همّوا وقاربوا { فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني } ، الآية ، قيل : لا تجمع الغضب بيني وبينهم ، وقيل : لا تجعلني في زمرتهم ، قوله تعالى : { قال رب اغفر لي ولأخي } ما صنعت الى أخي { وأدخلنا } جميعاً أنا وأخي { في رحمتك } الآية { إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا } الغضب ما أمروا به من قبل أنفسهم ، والذلة خروجهم من ديارهم ، وقيل : الغضب من الله تعالى العقوبة ، والذلة هو ما أمروا به من قبل نفوسهم ، وقيل : هي الجزية ، وقيل : هي ما أصاب أولادهم في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير { وكذلك نجزي المفترين } الكاذبين ، وعن مالك بن انس ما من مبتدع إلا ويجد في رأسه ذلة ، ثم قرأ : { إن الذين اتخذوا العجل } الآية .