Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 159-164)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومن قوم موسى أمة } هم المؤمنون التائبون من بني إسرائيل { يهدون } الناس بكلمة الحق ويدلونهم على الاستقامة ويرشدونهم { وبه } وبالحق { يعدلون } بينهم في الحكم ، وقيل : ان بني اسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطاً تبرأ سبط منهم واعتذروا وسألوا الله أن يفرق بينهم وبين إخوانهم ، ففتح الله لهم نفقاً في الأرض فساروا فيه سنة ونصفاً حتى خرجوا من وراء الصين ، وهم هناك حنفاء مسلمون ، وذكر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه ذهب به جبريل ( عليه السلام ) ليلة الإِسراء نحوهم فكلمهم ، فقال لهم جبريل : هل تعرفون من تكلمون ؟ قالوا : لا ، قال : هذا محمد النبي الأمِّي ، فآمنوا به ، قالوا : يا رسول الله إن موسى أوصانا من أدرك منكم محمد فليقرأ عليه مني السلام ، فردّ محمد على موسى السلام ثم أقرأهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر سور من القرآن وأمرهم أن يقيموا مكانهم وأن يجمعوا ويتركوا السبت ، رواه جار الله { وقطعناهم } أي صيرناهم قطعاً ، أي فرقاً { اثنتي عشرة أسباطاً أمماً } يعني اثني عشر قبيلة من اثني عشر ولداً من ولد يعقوب ، أمماً لأن كل سبط كان أمة عظيمة قوله تعالى : { وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر } ، قيل : كان له أربعة أوجه لكل وجه ثلاث أعين { فانبجست } أي فانفجرت وهو الانفتاح { قد علم كل أناس } أي كل سبط { مشربهم وظللنا عليهم الغمام } في التيه يقيهم حرّ الشمس { وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية } ، قيل : هي بيت المقدس { وكلوا منها } أي من نعيمها { حيث شئتم } أي أنّى شئتم { وقولوا حطة } أي حطَّ عنَّا ذنوبنا { وادخلوا الباب سجداً } ، قيل : ساجدين ، وقيل : خاضعين { فبدل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم } أي غيّروه ، فقالوا : حنطة ، وقيل : قالوا : حنطة في شعيرة { فأرسلنا عليهم رجزاً } أي عذاباً { من السماء بما كانوا يظلمون } ، قوله تعالى : { واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر } ، قيل : سؤال توبيخ على ما كان منهم من الخطيئة ، وقيل : سؤال تقرير عليهم ، وقيل : سؤال تقريع ، والقرية قيل : آيلة ، وقيل : الطبرية ، وحاضرة البحر أي تقرب من البحر { إذ يعدون في السبت } : أي يتجاوزون أمر الله تعالى يوم السبت ، وكانوا نهوا عن صيد الحوت يوم السبت ، وحرم عليهم صيدها فيه ، فاصطادوا يوم السبت ، وقيل : احتالوا بحبس الصيد يوم السبت وأخذوا يوم الأحد { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً } أي متتابعة ، وقيل : من كل مكان { كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون } أي نختبرهم ، وعن الحسن بن الفضل : هل تجد في كتاب الله الحلال لا يأتيك إلا قوماً والحرام يأتيك جرافاً ؟ قال : نعم في قصة داوود وآيلة { تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً } الآية ، وعن ابن عباس : كان إذا قرأها يبكي رواه الثعلبي ، وروي فيه أيضاً : أن اليهود في زمان داوود ( عليه السلام ) حرم عليهم صيد الحيتان في يوم السبت ، وذلك أن اليهود أمروا باليوم الذي أمرتم فيه يوم الجمعة فتركوه واختاروا يوم السبت فابتلوا فيه ، وحرم عليهم فيه الصيد وأمروا بتعظيمه وكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت على ما ذكر الله تعالى ، وروي أنه إذا كان يوم السبت لا يرى الماء من كثرتها ، ويوم لا يسبِّتُون لا تأتيهم ، روي أن الشيطان وسوس إليهم فقال : إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت فاتخذوا الحياض فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم السبت فتبقى فيها ولا يمكنها الخروج منها لقلة الماء فيأخذونها يوم الأحد { وإذ قالت أمة } جماعة من أهل القرية من صلحائهم { لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم } وإنما قالوا ذلك لعلمهم أن الوعظ لا ينفع فيهم { قالوا معذرة إلى ربكم } أي موعظتنا إبلاء عذر إلى الله تعالى { ولعلهم يتقون } يعني ولطمعنا في أن يتقوا .