Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 165-169)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلما نسوا } يعني أهل القرية تركوا ما ذكرهم به الصالحون { أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس } ، قيل : كان أهل القرية سبعين ألفاً فصاروا أثلاثاً : ثلث نهوا وكانوا نحو من اثني عشر ألفاً ، وثلث قالوا لم تعظون قوماً الله مهلكهم الخ ، وثلث هم أصحاب الخطيئة ، فلما لم ينتهوا قال المسلمون : انَّا لا نساكنكم ، فقسموا القرية بجدار للمسلمين باب وللمعتدين باب ، فلعنهم داوود ( عليه السلام ) فأصبح الناهون ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحدٌ ، فقالوا : ان للناس شأناً ، فعلوا الجدار فنظروا فإذا هم قردة ، ففتحوا الباب فدخلوا عليهم فعرفت القردة أنسابها من الإِنس ، والإِنس لم يعرفون أنسابهم من القردة ، وجعل القرد يأتي نسبه فيشم ثيابه ويبكي فيقول له : ألم أنهك ؟ فيقول برأسه : بلى ، وقيل : صارت الشباب قردة والشيوخ خنازير { فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين } أي صاغرين ، وقيل : الخاسئ الذي لا يتكلم ، وقيل : مطرودين مبعدين ، قيل : مكثوا ثلاثة أيام ينظر إليهم الناس ثم هلكوا ، وقيل : عاشوا سبعة أيام ثم ماتوا ، وقيل : عاشوا وتوالدوا عن الحسن والصحيح الأول ، قوله تعالى : { وإذ تأذن ربك } ، قيل : اعلم ، وقيل : أمر { ليبعثن } والمعنى وإذ حتَّم ربك وكتب على نفسه { ليبعثن عليهم } أي على اليهود { من يسومهم سوء العذاب } وكانوا يؤدون الجزية الى المجوس إلى أن بعث الله محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فضربها عليهم فهي لا تزال مضروبة عليهم إلى آخر الدهر ، والآية تدل على أنهم لا يكون لهم دولة ولا عز { وقطعناهم في الأرض } يعني بني إسرائيل فرقناهم فشتت أمرهم وذهب عزّهم عقوبة لهم { منهم الصالحون } الذين آمنوا بالمدينة والذين وراء الصين { ومنهم } ناس { دون ذلك } الوصف وهم الكفرة والفسقة { وبلوناهم بالحسنات والسيئات } النعم والنقم { لعلهم يرجعون } فينتهون ويتسننون لهم { فخلف من بعدهم خلف } وهم الذين كانوا في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ورثوا الكتاب } وهو التوراة يقفون على ما فيها من الأوامر والنواهي والتحليل والتحريم وهم لا يعملون بها { يأخذون عرض هذا الأدنى } أي حطام هذا الشيء الأدنى ، والمراد الدنيا وما يمتع به منها ، يريد بما كانوا يأخذونه من الرشا في الأحكام وعلى تحريف الكلام للتسهيل على العامة { ويقولون سيغفر لنا } لا يؤاخذنا الله بما أخذنا ، وروي أنهم قالوا ما عملناه بالليل كفر عنا بالنهار ، وما عملناه بالنهار كفر عنَّا بالليل تمنياً على الله الأباطيل { وأن يأتهم عرض مثله يأخذوه } ، قيل : وان عرض لهم ذنب آخر عملوا به ، وقال مجاهد : ما أشرف لهم في اليوم من شيء من الدنيا من حلال أو حرام أخذوه ، وقيل : معناه وان يأت يهود يثرب الذين كانوا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غرض مثله يأخذوه { ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب } يعني قوله في التوراة : من ارتكب ذنباً عظيماً فإنه لا يغفر له إلاَّ بالتوبة { ودرسوا ما فيه } يعني ما في الكتاب من اشتراط التوبة في غفران الذنوب ، والذي عليه المحبرة هو مذهب اليهود بعينه .