Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 57-64)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وهو الذي يرسل الرياح بُشراً بين يدي رحمته } أي يجريه ارسالاً قدام رحمته وهو المطر { حتى إذا أقلّت سحاباً ثقالاً } يعني بالمطر { سقناه لبلد ميتٍ } يعني إلى البلد الميت { فأنزلنا به } يعني بالسحاب ، وقيل : بالبلد { الماء } يعني المطر { كذلك نخرج الموتى } أي كما نخرج النبات بعد أن لم يكن ، كذلك نخرج الموتى من الأرض ، وروي في الثعلبي عن ابن عباس : إذا مات الناس في النفخة الأولى مطر عليهم أربعين عاماً كمني الرجال من تحت العرش يدعى ماء الحيوان فينبتون من قبورهم بذلك كما ينبتون في بطون أمهاتهم ، وكما ينبت الزرع من الماء { والبلد الطيب يخرج نباته } يعني الأرض الطيب ترابها { بإذن ربه } يعني بأمره { والذي خبث لا يخرج إلاَّ نكداً } يعني والنكد الذي لا خير فيه ، هذا مثل ضربه الله تعالى للكافر والمؤمن والمنافق ، لأن المؤمن يخرج منه العمل الصالح وهو عبادة الله تعالى مثل البلد الطيب ، والمنافق خبيث لا يخرج منه إلا العمل الخبيث كمثل الأرض السبخة الخبيثة التي لا يخرج نباتها وغلتها إلاَّ نكداً { لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه } وهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وهو إدريس بن مهلايل بن نرد بن فينان بن أنوش بن شيث بن آدم ( عليه السلام ) قيل : بعث وهو ابن خمسين وقيل : بعث وهو ابن أربع مائة وثمانين سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، ثم كان الطوفان وأغرق قومه ، وهو ابن ألف وثلاثمائة وسبعين سنة ، وعاش بعد الطوفان تسعين سنة ، وهو أول نبي بعد إدريس وكان نجاراً { إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } وهو يوم القيامة ، وقيل : يوم نزول العذاب وهو الطوفان الذي أهلكهم الله به { قال الملأ } الأشراف والسادة { انا لنراك في ضلال مبين } أي في ذهاب عن الطريق والصواب ، وروي أن الله تعالى بعث نوحاً إلى الخلق كافة فدعاهم إلى الله تعالى ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً ، وكانوا أصحاب أصنام وهي ما عدّ الله تعالى في سورة نوح : يغوث ويعوق ونسراً ، فلما أيس من إيمانهم دعا عليهم فأمره الله تعالى باتخاذ السفينة ، وروي أنه كان إذا صاح وهو بالمغرب سمعه من بالمشرق ، قوله تعالى : { وأعلم من الله ما لا تعلمون } يعني أعلم من صفات الله تعالى يعني قدرته الباهرة وشدة بطشه على أعدائه ، وأن بأسه لا يرد عن القوم المجرمين ، وقيل : لم يسمعوا بقوم حلَّ عليهم العذاب قبلهم وكانوا آمنين لا يعلمون ما علمه نوح ( عليه السلام ) بوحي الله تعالى إليه . { أو عجبتم } الهمزة للإِنكار { أن جاءكم ذكر } موعظة { على رجل منكم } يعني على لسان رجل { ليذركم } عذاب الله إن لم تؤمنوا { ولتتقوا } أي ولكي تتقوا { فكذبوه فأنجيناه والذين معه } ، قيل : كان معه أربعون رجلاً وأربعون امرأة ، وقيل : تسعة بنوه سام وحام ويافث وستة ممن آمن به { إنهم كانوا قوماً عمين } عمي القلوب غير مستبصرين .