Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 50-56)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة } أي سينادي ، { أن أفيضوا علينا } أي صبُّوا وذكر لفظ الافاضة لأن أهل الجنة في أعلى مكان { قالوا } يعني أهل الجنة { إن الله حرمهما على الكافرين } وروي في تفسير الثعلبي عن ابن عباس أنه سئل : أي الصدقة أفضل ؟ قال : الماء أما رأيت أهل النار بما استغاثوا بأهل الجنة فقالوا : أفيضوا علينا من الماء { الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً } وهو ما زين لهم الشيطان { وغرَّتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم } نفعل لهم فعل الناسين الذين ينسون عبيدهم من الخير ولا يذكرونهم { كما نسوا لقاء يومهم هذا } يعني كما فعلوا بلقائه فعل الناسين له فلم يهتموا به { ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم } أي عالمين كيف نفصل أحكامه ومواعظه وقصصه وسائر معانيه { هل ينظرون إلا تأويله } يعني إلاَّ عاقبة أمره وما يؤُل إليه من تبيين صدقه وظهور صحة ما نطق به من الوعد والوعيد ، قال قتادة : تأويله ثوابه ، وقال مجاهد : جزاؤه ، قوله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام } من أيام الدنيا أولها الأحد وآخرها الجمعة ، وإنما خلقها في ستة أيام لتشاهد الملائكة حدوث شيء بعد شيء ، وقيل : ستة أيام من أيام الآخرة { ثم استوى على العرش } ، قيل : استولى ، وقيل : أحدث خلق العرش كما قال تعالى : { ثم استوى إلى السماء } وقيل : العرش الملك ، وهو في اللغة السرير { يغشي الليل النهار } أي يلحق الليل بالنهار ويلحق النهار بالليل { يطلبه حثيثاً } أي سريعاً { مسخرات بأمره } أي بارادته يعني أنها تجري على حسب ما يريد { ألا له الخلق والأمر } قوله تعالى : { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية } تضرعاً تخشعاً لله وتذللاً في الدعاء وخفيةً قيل : سراً ، وقيل : المتضرع والاخفاء السر يقول : ادعوه سراً وعلانية { إنه لا يحب المعتدين } ، قيل : هو الصياح بالدعاء ، وقيل : هو الدعاء على المؤمنين { ولا تفسدوا في الأرض } بالشرك والمعصية والدعاء إلى عبادة غير الله تعالى بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل والامر بالحلال { وادعوه خوفاً } من عقابه { وطمعاً } في ثوابه بفعل الطاعات ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، وحسب المرء أن يقول اللهم إني أسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول وعمل " { إن رحمة الله قريب من المحسنين } ، قيل : المحسنين أعمالهم ، وقيل : المحسنين إلى الناس ، وقيل : المحسنين إلى من أساء إليهم .