Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 8-18)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والوزن يومئذ الحق } يعني وزن الأعمال والتمييز بين راجحها وخفيفها ، واختلف في كيفية الوزن ، فقيل : توزن صحائف الأعمال بميزان له لسان وكفتان ينظر إليه الخلائق ، تأكيداً للحجة واظهاراً للنصفة وقطعاً للمعذرة { فمن ثقلت موازينه } قال مجاهد : حسناته { ولقد مكناكم في الأرض } مكاناً وقراراً وملكناكم فيها واقدرناكم على التصرف فيها { وجعلنا لكم فيها معايش } جمع معيشة وهي ما يعاش به من المطاعم والمشارب { قليلا ما تشكرون } على نعمه { ولقد خلقناكم } يعني خلقنا اباكم آدم { ثم صورناكم } أي صورنا اباكم { ثم قلنا } الآية ، وقيل : خلقنا أباكم آدم ثم صوّرناكم في ظهره { ثم قلنا للملائكة } { اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ ابليس لم يكن من الساجدين } لآدم ( عليه السلام ) فقال الله تعالى لإبليس لعنه الله حين امتنع من السجود لآدم ( عليه السلام ) : { ما منعك ألاَّ تسجد إذْ أمرتك قال أنا خير منه } ، قيل : قاله على لسان بعض ملائكته ، وقيل : بل قاله الله سبحانه ودل المعجز على أنَّه كلامه { قال فاهبط } أي انزل وانحدر { منها } ، قيل : من السماء ، وقيل : من الجنة ، وقيل : من الدرجة الشريفة { قال انظرني } أي امهلني وأخرني ولا تميتني { إلى يوم يبعثون } من قبورهم وهو يوم القيامة { قال إنك من المنظرين } ومتى قيل : هل خاطبه بهذا ؟ قيل : يحتمل ذلك ، وقيل : أمر ملكاً يخاطبه بذلك ، قال في الحاكم : ومتى قيل : هل يجوز إجابة دعاء الكافر ؟ قلنا : لا لأن ذلك اكرام وتعظيم ولذلك يقال : فلان مستجاب الدعوة ، وقد قيل : إن إبليس الملعون سأل الانظار إلى يوم القيامة فمنعه الله تعالى ذلك وأنظره إلى يوم الوقت المعلوم وهو وقت موته ، وقيل : النفخة الأولى ، قال : { فبما أغويتني } ، قيل : جنبتني من رحمتك ، وقيل : يجوز أن يكون هذا مذهب ابليس كما أنه مذهب المحبرة إضافة الاغواء إلى الله تعالى { لأقعدن لهم صراطك المستقيم } طريقك المستوي { ثم لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم } يعني من الجهات الأربع التي يأتي منها العدو في الأغلب وهذا مثل للوسوسة وقد قيل : لآتينهم من قبل دنياهم وآخرتهم ، ولم يذكر من فوقهم لأن رحمة الله تنزل عليهم من فوقهم { ولا تجد أكثرهم } أكثر بني آدم { شاكرين } لنعمتك { قال أخرج منها } ، قيل : قاله على لسان بعض الملائكة ، قيل : من الجنة ، وقيل : من السماء ، وقيل : من المنزلة الرفيعة التي كانت له { مذؤوماً } ، قيل : مهاناً ، وقيل : لعيناً ، وقيل : مطروداً لمن تبعك أي أطاعك واقتدى بك منهم من بني آدم .