Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 32-44)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين هم لأماناتهم } ، قيل : ما يؤتمن المرء عليه كالوصايا والودائع والحكومات والعبادات ونحو ذلك لأن جميع ذلك اؤتمنوا عليها { وعهدهم } ما فرض عليهم { راعون } حافظون { والذين هم بشهادتهم قائمون } قيل : يقيمونها ولا يكتمونها ولا يعيرون لقرابة لحر يقع ، قيل : أراد الشهادة بين الناس ، وقيل : قائمون لحفظ ما شهدوا به من شهادة أن لا إله إلا الله { والذين هم على صلاتهم يحافظون } أي يحفظون أوقاتها وأركانها وسننها ولا يضيعون شيئاً منها { أولئك } من تقدم صفتهم { في جناتٍ مكرمون } معظمون بالثواب { فمالِ الذين كفروا قبلك مهطعين } الآية نزلت في المشركين كانوا يجتمعون حول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حلقاً حلقاً وفرقاً فرقاً يستمعون ويستهزئون بكلامك ويقولون إذا دخل هؤلاء الجنة كما زعم محمد فلندخلنها قبلهم فنزلت : { مهطعين } مسرعين نحوك مادّي أعناقهم إليك مقبلين بأبصارهم عليك { عزين } فرقاً شتى جمع عزة والأقرب أنهم كانوا أهل مكة ، وقيل : مسرعين إليك كانوا يأخذون الحديث منه ثم يتفرقون عزين بالتكذيب ، وقيل : أسرعوا متعجبين منه ، وقيل : أسرعوا إليه لطلب عيب له ، وقيل : فما للذين كفروا مسرعين إلى نيل الجنة وطمع الثواب مع الإِقامة على الكفر وليس معهم ما يوجب ذلك { عن اليمين وعن الشمال عزين } أي فرقاً وعصبةً عصبةً وجماعة جماعة متفرقين { أيطمع كل امرء منهم أن يدخل جنَّة نعيم } مع ما هم عليه من الكفر { كلاّ } أي لا يكون ذلك { إنا خلقناهم مما يعلمون } قيل : من النطفة ، وقيل : من قدر { فلا أقسم } قيل : لا صلة مؤكدة ، وقيل : هو كقوله لا والله ، وقيل : هو رد الكلام وإثبات للآخر { برب المشارق والمغارب } قيل : مشارق الشمس ومغاربها ، قال ابن عباس : للشمس ثلاثمائة وستون مطلعاً تطلع كل يوم من مطلع ، وقيل : مشارق الشمس والقمر والنجوم { إنا لقادرون على أن نبدّل خيراً منهم } أي من قدر على خلقهم قدر على غيرهم ، وقيل : يكون ذلك الغير خيراً منهم ، ومتى قيل : فهلا يدلهم بمن هو خير منهم ؟ قلنا : قد جعل فبدلهم بالمهاجرين والأنصار خير منهم : { وما نحن بمسبوقين } يعني يفوق عقابنا إياهم ، وقيل : وما نحن بعاجزين عن ذلك ، وقيل : وما نحن بمعلومين { فذرهم } دعهم ، وهذا تهديد ووعيد { يخوضوا } في باطلهم { ويلعبوا } بأمر دنياهم { حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون } يعني { يوم يخرجون من الأجداث } من القبور { سراعاً } قيل : لشدة السوق فيسرعون { كأنهم إلى نصب يوفضون } كأنهم إلى أوثانهم يسعون لتقرب اليهم في الدنيا { خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } فلا يصدقون به .