Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 5-31)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فاصبر صبراً جميلاً } بحسن عشرتهم ودعوتهم إلى الله ودينه والتأني وترك العجلة والمداراة { إنهم يرونه بعيداً } الضمير في يرونه للعذاب الواقع لا ليوم القيامة لأن كل آت قريب ، يعني يوم القيامة ، وقيل : يرون العذاب بعيداً ونحن { نراه قريباً } عنهم لاستحقاقهم ، ثم وصف اليوم الموعود فقال : { يوم تكون السماء كالمهل } ، قيل : عكر الزيت ، وقيل : كالصفر المذاب { ولا يسأل حميمٌ حميماً } أي قريبٌ قريباً لشغل كل إنسان بنفسه ، وقيل : لا يسأل حميم حميماً ليعرف حاله لأن كل أحد يعرف بسيماه { يبصرونهم } أي يبين لهم الحميم بأبصارهم فلا مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه يبصر قرينه وحميمه وعشيرته ولا يكلمه شغلاً بنفسه { يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه } { وصاحبته } امرأته { وأخيه } { وفصيلته } عشيرته الأقربون { التي تؤويه } يأوي إليها { ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه } { كلا } أي ليس ذلك لا ينجيه أحد من عذاب الله ثم ابتدأ { إنها لظى } ، قيل : الدركة الثانية ، وقيل : اسم لجهنم سميت بذلك لأنها تلتهب { نزّاعة للشوى } ، قيل : الأطراف كاليد والرجل والهام ، وقيل : أم الرأس ، وقيل : اللحم دون العظم { تدعو } يعني النار تدعو إلى نفسها { من أدبر } عن الإِيمان وأعرض ، قيل : الله ينطقها حتى تدعوهم ، وقيل : خزنة النار { وجمع فأوعى } يعني جمع المال وكسبه فلم يؤدِ حقه { إن الإِنسان خلق هلوعاً } ، قيل : الهلوع الحريص الضجور ، وقيل : هو الذي { إذا مسّه الشر جزوعاً } { وإذا مسّه الخير منوعاً } ، وقيل : شحيحاً ، وقيل : إذا مسّه الخير لم يشكر ، وإذا مسّه الشر لم يصبر ، وإذا مسّه الخير منع حق الله { إلاَّ المصلين } أراد جميع المؤمنين { الذين هم على صلاتهم دائمون } يعني يديمون إقامة الفرائض { والذين في أموالهم حق معلوم } وهو ما يخرج من صدقة أو صلة رحم ، وقيل : الزكاة المفروضة { للسائل } الذي يسأل { والمحروم } الذي حرم الرزق لقلة السؤال ، وقيل : الذي لا شيء له ، وقيل : المحروم الزمن ، وقيل : الذي لا حظ له بالعطاء ، وقيل : الكلب والسنور ونحوهما مما يطوف على الإِنسان { والذين يصدقون بيوم الدين } أي يوم القيامة { والذين هم من عذاب ربهم مشفقون } أي خائفون { إن عذاب ربهم غير مأمون } أي لا يأمن حلوله إلا العصاة ، وقيل : يخافون ألا تقبل حسناتهم ويؤاخذون بسيئاتهم { والذين هم لفروجهم حافظون } { إلاَّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } المجاوزون الحدّ .