Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 1-9)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك } أي أرسلناه لينذر قومه { من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليم } موجع قيل : عذاب الدنيا بالاستئصال ، وقيل : عذاب الآخرة { قال يا قوم إني لكم نذير مبين } أي مبين وجوه الأدلة في الوعيد وبيان العذاب وآداء الرسالة وبيان الأحكام ومعالم الدر { أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } أي اتقوا معاصيه وأطيعون فيما أؤدي إليكم فانكم إذا فعلتم ذلك { يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى } أي وقت الموت والمدة المضروبة فلا يهلككم بالعذاب والطوفان ، وقيل : إن آمنتم زاد في أجلكم وإن لم تؤمنوا أهلككم { إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون } أي لو علمتم أن في عبادتكم تأخير الأجل ، وقيل : لو علمتم ما في التوبة من عظم النجاة لبادرتم إليها ، ثم بيَّن تعالى قول نوح لما لم يجيبوه إلى دعوته ولم يقبلوا مقالته فقال سبحانه : { قال } نوح { رب إني دعوت قومي } إلى الإِيمان بك وإلى عبادتك { ليلاً ونهاراً } يعني دائماً متصلاً ، وقيل : دعوت بعضهم ليلاً وبعضهم نهاراً ، وقيل : دعوت مرة ليلاً ومرة نهاراً والأول الوجه { فلم يزدهم دعائي إلاّ فراراً } انكاراً وادباراً { واني كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم } كراهة السماع { واستغشوا ثيابهم } أي غطّوا وجوههم بثيابهم لئلا يروا نوحاً ولا يسمعوا صوته { وأصرّوا } أي داموا على كفرهم { واستكبروا } اي تكبروا وانفوا عن قبول الحق { استكباراً } قيل : كان الرجل يذهب بابنه إلى نوح ويقول : يا بني احذر هذا ألاَّ يغويك فإن أبي ذهب بي إليه فحذرني كما حذرتك { ثم إني دعوتهم جهاراً } أي إعلاناً ، أي : { أعلنت لهم } الدعوة { وأسررت } قيل : دعاهم بكل وجه ، وقيل : دعوتهم مرة بالإِعلان ومرة بالإِخفاء ودعوت طائفة سرَّاً وطائفة جهراً ، ومتى قيل : ما معنى قول نوح وفعلت والله أعلم به قيل : إظهار للعبودية وبذل للجهد في الطاعة له والدعاء اليه مع تمردهم ، وقيل : شكا منهم ومن سوء صنعهم وما قابلوه .