Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 10-22)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فقلت استغفروا ربكم } أي اطلبوا منه المغفرة بالإِيمان { إنه كان غفاراً } لمن تاب وآمن { يرسل السماء عليكم مدراراً } متتابعاً حالاً بعد حال { ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ } بساتين { ويجعل لكم أنهاراً } جارية ، وقيل : كان الله ابتلى قوم نوح بالقحط وأعقم أرحام النساء أربعين عاماً فضمن نوح لهم أنهم إن آمنوا أصلح الله أحوالهم ، وروي أن عمراً ( رضي الله عنه ) خرج للاستسقاء فما زاد على الاستغفار وتلا هذه الآية ، وروي أن رجلاً أتى الحسن فشكا إليه الجدوبة فقال : استغفروا الله ، وأتاه آخر فشكا اليه الفقر فقال : استغفر الله ، وأتاه آخر فقال : ادعوا الله أن يرزقني ولداً فقال : استغفر الله ، فقيل له في ذلك فتلا الآية ، وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استسقى ودعا ولم يصل { ما لكم لا ترجون لله وقاراً } ، قيل : ما لكم لا تعتقدون باثبات الله إلهاً لكم ، والوقار الثبات ، وقيل : ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته ، وقيل : ما لكم لا تعرفون الله حقاً { وقد خلقكم أطواراً } تارات حالاً بعد حال ، قيل : نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم خلقاً سويَّاً ، وقيل : صبيَّاً ثم شابَّاً ثم شيخاً وضعيفاً وقوياً ، وقيل : غنيَّاً وفقيراً وصحيحاً ومريضاً { ألم تروا } يحتمل الرؤية بالنظر ، ألم تنظروا السماوات كيف خلقناها ويحتمل العلم أي { كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً } أي بعضها فوق بعض { وجعل القمر فيهن نوراً } قيل : في السماوات السبع ، وقيل : أن الشمس والقمر وجوههما مما يلي السماء وظهورهما مما يلي الأرض ، وقيل : في ناحيتين ، وقيل : في سماء الدنيا ، وهذا كما يقال : أتت بنو تميم وإنما أتى بعضهم ، وقيل : الشمس في السماء الرابعة ، وروي في الغرائب والعجائب أنه إجماع أن الشمس في السماء الرابعة { والله أنبتكم من الأرض نباتاً } قيل : الكِبَر بعد الصِغر والإِطالة بعد القصر وذلك هو الإِخراج من حال الطفولية إلى الشباب ، وقيل : أراد الخلق الأول وهو خلق آدم من الأرض ، وقيل : رباكم بالأغذية التي من الأرض { ثم يعيدكم فيها } أي في الأرض أمواتاً { ويخرجكم } منها عند البعث { إخراجاً } { والله جعل لكم الأرض بساطاً } أي مهاداً مستوية { لتسلكوا منها } من الأرض { سبلاً فجاجاً } طرقاً مختلفة ، وقيل : سبلاً في الصحارى وفجاجاً في الجبال { قال نوح رب إنهم عصوني } فيما دعوتهم إليه { واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً } أي هلاكاً وهم القادة والأشراف تقليداً { ومكروا مكراً } أي دبروا في أمر نوح تدبيراً { كباراً } عظيماً ، قيل : بقي فيهم ثلاثة قرون كل قرن ثلاثمائة سنة كل قرن يوصي الآخر ألا يقبل منه .