Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 23-28)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالوا } يعني الرؤساء للاتباع { لا تذرن وداً ولا سواعاً } وقد انتقلت هذه الأصنام عن قوم نوح ( عليه السلام ) إلى العرب ، وكان ودّ لكلب وسواع لهمدان ويغوث لمدحج ، ويعوق لمراد ، ونسر لحمير ، ولذلك سميت العرب تعبد ود ، وقيل : أسماء رجال صالحين ، وقيل : من أولاد آدم ( عليه السلام ) ماتوا فقال ابليس لمن بعدهم : لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم ففعلوا ، فلمن مات أولئك قال لمن بعدهم : أنهم كانوا يعبدونهم فعبدوهم ، وقيل : كان وداً على صورة رجل ، وسواع على صورة امرأة ، ويغوث على صورة أسد ، ويعوق على صورة فرس ، ونسر على صورة نسر { وقد أضلوا كثيراً } يعني قد ضل بسبب هذه الأصنام كثيراً من الناس فأضاف الضلال إليها لما وقع بسببها ، وقيل : أن أكابرهم أضلوا اتباعهم { ولا تزد الظالمين إلاَّ ضلالاً } قيل : هلاكاً ، وقيل : إهاناً { مما خطيئاتهم أغرقوا } في الدنيا ثم نقلوا إلى النار { فادخلوا ناراً } ، قيل : في قبورهم لأن الفاء للتعقيب ، وقيل : نار الآخرة أي سيدخلون { فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً } ينصرونهم فيدفع عنهم العذاب { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } أي لا تدع قيل : أنه دعا بإذن الله لما أيس من إيمانهم ، وقيل : ما دعى عليهم حتى نزل : { لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } [ هود : 36 ] وقوله : { على الأرض من الكافرين دياراً } أي أحداً يدور { إنك ان تذرهم يضلوا عبادك } يعني يتواصون بمخالفة نوح وتكذيبه { ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً } أي لا يلدوا إلا من يكفر عند بلوغه حدّ التكليف لأن الطفل لا يكون كافراً ، وقيل : إنما قال نوح هذا حين أخرج الله كل مؤمن من أصلاب رجالهم وأرحام نسائهم وأعقم أرحام نسائهم وأيبس أصلاب رجالهم أربعين سنة قبل العذاب ، وقيل : سبعين سنة ، وأخبر الله نوحاً أنهم لا يؤمنون ولا يلدوا مؤمناً ، فحينئذ دعا عليهم فأجاب الله دعاءه وأهلكهم بالطوفان ولم يكن فيهم صبي وقت العذاب ، وقيل : يجوز أن يكون فيهم أطفال فيكون ذلك محنة يجب عليها العوض كالأمراض والأوجاع التي تصيب الأطفال ، ثم دعا لنفسه فقال : { رب اغفر لي ولوالدي } وكانا مؤمنين ، وقيل : آدم وحواء وقرأ الحسن بن علي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ولولديَّ يريد ساماً وحاماً { ولمن دخل بيتي } قيل : داري ، وقيل : مسجدي ، وقيل : سفينتي { مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات } عامَّة ، قيل : من أمة محمد { ولا تزد الظالمين إلاَّ تباراً } هلاكاً .