Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 18-24)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأن المساجد لله } قيل : هي المواضع المهيَّأة للصلاة ، وقيل : البقاع كلها فكل موضع يسجد فيه فهو مسجد ، وقيل : هي الأعضاء التي يسجد عليها وهي سبعة أعضاء وهي لله تعالى لأنه خلقها ورباها وأنعم لها { فلا تدعوا مع الله أحداً } يعني أخلص العبادة له ، وقيل : تدعو غير الله كما يفعله اليهود والنصارى والمشركون ، قال الحسن : من السنة إذا دخل الرجل المسجد أن يقول : لا إله إلا الله لا أدعو مع الله أحداً { وأنه لمَّا قام عبد الله } يعني محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يدعوه يقول : لا إله إلا الله { كادوا } يعني الجن { يكونون عليه لبداً } حرصاً على استماع القرآن ، واللبد المتراكب بعضه فوق بعض ، ولبد رأسه إذا لزق بعض شعره ببعض ، وقيل : لما قام عبد الله يدعوه تلبدت الجن والإِنس على هذا الأمر ليطفئوا نور الله والله متم نوره ومظهره ، وقيل : لما دعا قريشاً إلى التوحيد اجتمعوا وازدحموا عليه حنقاً وغيظاً وكادوا يعني المشركين يتلبدوا عليه لابطال أمره { قل إنَّما أدعو ربي } أي ليس هذا ببديع أني أدعو ربي وأدعو إلى توحيده وعدله وتنزيهه عما لا يليق به { ولا أشرك به أحداً } { قل إنّي لا أملك لكم ضراً ولا رشداً } قيل : خطاب للمشركين الذين تجمعوا لابطال أمره إني لا أملك عذابكم ولا نجاتكم بل الأمر فيه إلى الله تعالى وهذا اعتراف بالعبودية ، وقيل : لا أستطيع أقسركم على الغيّ والرشد إنما القادر على ذلك الله عز وجل { إلا بلاغاً } استثناء منه أي لا أملك { إلاَّ بلاغاً من الله } { قل إني لن يجيرني من الله أحد } قيل : ان المشركين قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنك أتيت بأمر عظيم لم يسمع مثله وإنك قد عاديت الناس فارجع عن هذا ونحن نجيرك فأنزل الله : { لن يجيرني من الله أحد } أي لن يمنعني من أمر يريده بي { ولن أجد من دونه ملتحداً } قيل : ملجأ أنزل إليه ، وقيل : نصيراً ، وقيل : مدخلاً في الأرض { إلاَّ بلاغاً من الله } يعني تبليغاً لرسالاته فإنه ملجأي وملتحدي ومنه لي الأمر والنجاة وأراد بالرسالة ما أرسل لأجله من بيان الشرائع التي لا تتم إلا به ويحتمل أن يكون للتأكيد جمع بينهما { ومن يعص الله ورسوله } أي خالف أمره وارتكب معاصيه ، وقيل : هو عام يدخل فيه البلاغ وغيره { فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً } { حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً } .