Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 7-17)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأنهم ظنوا } يعني مشركي الجن { كما ظننتم } إن ظن مشركو الإِنس { أن لن يبعث الله أحداً } وكانوا ينكرون البعث ، وقيل : لن يبعث الله أحداً رسولاً ، قيل : هذا وما قبله حكاية عن الجن ، وقيل : بل هو ابتداء كلام من الله تعالى { وأنا لمسنا السماء } طلبنا المصير اليها { فوجدناها ملئت حرساً شديداً } أي حفظة من الملائكة شديدة { وشهباً } من النجوم وذلك أن الملائكة يرجمونهم بالشهب ويمنعوهم من الاستماع { وأنّا كنا نقعد منها مقاعد للسمع } أي من السماء مواضع للسمع ، أي للاستراق أي لاستراق السمع أي كان يتهيَّأ لنا قبل هذا القعود في مواضع الاستماع كلام الملائكة فنعرف ما يسمع من الغيب { فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً } قيل : حافظاً ، وقيل : أن الشهب كثرت في هذه الأيام وانتقضت العادة فكان معجزة له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومنعت الجن عن الاستماع من الملائكة ليسمعوا من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإنه كان مبعوثاً اليهم { وأنا لا ندري أشرّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً } قيل : هذا المنع لا ندري العذاب منزل بأهل الأرض أم لنبي يبعث يهدي إلى الرشد ، ومتى قيل : كانوا يصعدون إلى السماء أم يقفون في الهوى قال الحاكم : قلنا : كل الوجهين جائز وقد منعوا من الجميع { وأنَّا منا الصالحون } قيل : دينهم { ومنَّا دون ذلك } دون الصالح { كنَّا طرائق قدداً } أي فرقاً شتى وأهواء مختلفة ومذاهب متفرقة كافر ودونه ، وقيل : ألواناً شتى ، وقيل : أجناساً ، وقيل : يهوداً ونصارى ومسلمين ، وقيل : الجن مثل الإِنس منهم قدريَّة ومرحيَّة ورافضيَّة { وأنّا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض } إذا أراد بنا أمراً لا نفوته { ولن نعجزه هرباً } { وإنا لما سمعنا الهدى } أي القرآن الهادي إلى الحق ، وقيل : التوحيد والعدل والنبوات والشرائع { آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً } أي نقصاً من ثوابه { ولا رهقاً } قيل : ظلماً ، وقيل : لا يخاف بخساً في حسناته ولا زيادة في سيئاته ، وقيل : لا يخاف أن يؤاخذ بغير ذنب ولا يؤاخذ بذنب غيره { وأنَّا منا المسلمون } أي المستسلمون لأمر الله المنقادون له { ومنَّا القاسطون } الجائرون العادلون عن الحق { فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشداً } أي طلبوا الرشد واهتدوا إلى الحق { وأما القاسطون } الجائرون العادلون عن الحق { فكانوا لجهنم حطباً } توقد بهم النار كما يوقد الحطب { وألو استقاموا على الطريقة } يعني لو استقاموا على الدين علماً وعملاً ، وقيل : لو استقاموا على طريقة الحق بأن كانوا مطيعين { لأسقيناهم ماءا غدقاً } أي وسعنا عليهم الرزق والنعم لنختبرهم كيف شكرهم للنعم ، قال الحسن : كان والله أصحاب محمد مستقيمين ففتح الله عليهم كنوز كسرى وقيصر ونظيره { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } [ الأعراف : 96 ] وفي قصة نوح : { واسغفروا ربكم إنه كان غفاراً } [ نوح : 10 ] الآية يعني لو استقاموا على طريقة الدين لجعل الله لهم سقياً ، وذلك يحتمل سعة الرزق في الدنيا ويحتمل نعيم الآخرة في الجنة ويحتمل الأمرين جميعاً ، ويكون معنى { لنفتنهم فيه } اختباراً وتأكيداً للحجة ، قيل : أنه خطاب للجن ، وقيل : للإِنس ، وقيل : لهما وهو الوجه { ومن يعرض عن ذكر ربه } قيل : عن شكر النعمة ، وقيل : عن طاعته { يسلكه } أي يدخله { عذاباً صعداً } قيل : شاقاً ، وقيل : هو جبل في النار ، وقيل : صخرة صماء محمّاة يكلف الوليد بن المغيرة أن يصعدها وهو في السلاسل ويضرب بالمقامع فإذا بلغ أعلاها انحدر إلى أسفلها ثم يكلف صعودها وهبوطها فذلك دأبه .