Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 1-6)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل } يا محمد { أوحي } ذكر على ما لم يسم فاعله تفخيماً وتعظيماً والله تعالى الذي أوحى إليه { أنه استمع نفرٌ من الجن } قيل : كانوا سبعة من جن نصيبين سمعوا قراءة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورجعوا إلى قومهم { فقالوا إنَّا سمعنا قرآناً عجباً } لأن كلام العباد لا تعجب منه ، وقيل : أرادوا كلاماً خارجاً عن كلام العباد نظماً وفصاحة ومعنى { يهدي إلى الرشد } أي يدل إلى الهدى ويدعو إليه { فآمنا به } أي صدقنا { ولن نشرك بربنا أحداً } قيل : إنما بدأوا بأنفسهم في الحكاية لأنهم كانوا رأوا العوام وتبعوهم في مذاهبهم ، وقيل : قالوا لهم نصيحة ، واختلفوا قيل : لم يراهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لذلك قال أوحي إليَّ ، وقيل : بل رآهم وكانوا سبعة فأرسلهم إلى سائر الجن { وأنّه تعالى جدّ ربنا } كما قيل : تعالت صفات الله وعظم جلالة ربنا وعظمته ، يقال : جد فلان في بني فلان أي عظم ، والمعنى جلّ في صفاته فلا تجوز عليه صفات الأجسام والأعراض { ما اتخذ صاحبة } أي زوجة { ولا ولداً } { وإنه كان يقول سفيهنا } قيل : جاهلنا ، وقيل : هو ابليس { على الله شططا } يعني قولاً عظيماً وافترى على الله بوصفه بما لا يليق به ، شططا أي بعيداً من الصواب وهو الكذب في توحيد الله وعدله { وأنا ظننا أن لن تقول الإِنس والجن على الله كذباً } الكذب في وصفه بالولد والشريك حتى سمعنا القرآن وتبنا إلى الله { وأنه كان رجالٌ من الإِنس } أي من بني آدم ، وقيل : أن أول من تعوذ بهم رجال من اليمن ثم بنو حنيفة ثم فشا في العرب ، وكان الرجل إذا نزل وادياً في سفره قال : أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه { فزادوهم رهقاً } يعني زاد الجن الإِنس رهقاً استعاذتهم ، واختلفوا في قوله : { رهقاً } قيل : إثماً ، وقيل : طغياناً ، وقيل : جهلاً ، وقيل : هلاكاً .