Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 10-20)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واصبر على ما يقولون } هم الكفار ، قيل : اصبر على أذائهم فيما يقولون { واهجرهم هجراً جميلاً } أي اعرض عنهم اعراضاً جميلاً ، وقيل : اصبر على ما نالك من جهتهم مع الإِبلاغ ، وقيل : نسخت هذه الآية بآية القتال { وذرني والمكذبين أولي النعمة } الآية نزلت في صناديد قريش ، وقيل : نزلت في المطعمين يوم بدر { ومهلهم } مدة قليلة ، وقيل : إلى يوم بدر ، وقيل : إلى عذاب الآخرة { إن لدينا } إن عندنا { أنكالاً } قيل : قيوداً ، وقيل : أغلالاً { وجحيماً } { وطعاماً ذا غصة } أي ذا شوك يأخذ في الحلق فلا يدخل ولا يخرج وقيل : هو الغسلين { وعذاباً أليماً } وهو سائر أنواع العذاب { يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً } أي رملاً سهلاً سائلاً { إنا أرسلنا اليكم رسولاً } يعني محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { شاهداً عليكم } قيل : يشهد عليكم في الآخرة بما يكون منكم في الدنيا { كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً } يعني موسى ( عليه السلام ) { فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً } قيل . شديداً ثقيلاً { فكيف تتقون إن كفرتم } قيل : كيف تتقون ذلك العذاب يوم القيامة إن كفرتم بالدنيا ، ثم وصف ذلك اليوم فقال سبحانه : { يوماً يجعل الولدان شيباً } مثل في الشدة ، يقال في اليوم الشديد يوم تشيب له نواصي الأطفال ، وقد روي أن رجلاً أمسى فاحم الشعر كالغراب فاصبح وهو أبيض الرأس قال : رأيت القيامة والجنة والنار ، ورأيت الناس يقادون في السلاسل إلى النار فمن هول ذلك اليوم أصبحت ويجوز أن يوصف اليوم بالطول وان الأطفال يبلغون فيه أوان السحر { السماء منفطر به } وصف اليوم بالشدة وأن السماء على عظمها تنفطر فيه فما ظنك بغيرها من الخلائق { كان وعده مفعولاً } أي كائن لا خلف فيه ولا تبديل { إن هذه } الآيات الناطقة بالوعيد الشديد { تذكرة } موعظة { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } أي التقرب والتوسل إليه بالطاعة { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل } أقرب وأقل من ثلثي الليل { ونصفه وثلثه } وهذه المقادير لا بدَّ أن تكون في ليالي مختلفة لاستحالة اجتماعها في ليلة واحدة { وطائفة } أي جماعة { من الذين معك والله يقدر الليل والنهار } قيل : يعرف حقيقة أوقاتها ومقاديرها على التفصيل فأما غيره فيعرف الجملة وربما يظن { علم أن لن تحصوه } أي لا تطيقون أحصاءه على الحقيقة ولا تعلمون إذا قمتم كم مضى وكم بقي حتى تحصوا ثلثه ونصفه { فتاب عليكم } قيل : جعله تطوعاً ولم يجعله فرضاً ، وقيل : نسخ عنكم { فأقرأوا ما تيسر من القرآن } قيل : في الصلاة عند أكثر المفسرين ، وهذا ناسخ للأول ثم نسخا جميعاً بالصلاة الخمس ، وقيل : هي قراءة القرآن بعينها ، وقيل : من قرأ مائة آية في ليلة لم يحاجه القرآن ، وقيل : من قرأ مائة آية كتب من القانتين { علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله } والآية تدل على إباحة التجارة والتكسب ، وقيل : سوّى الله عزّ وجل بين المجاهدين والمسافرين لكسب الحلال ، وعن عبد الله بن مسعود : أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يومه كان عند الله من الشهداء ، وعن عبد الله بن عمر : ما خلق الله مزية أمر بها بعد القتل في سبيل الله أحب إليَّ من أن أموت بين شعبتي رجل أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله { وآخرون يقاتلون في سبيل الله } يعني المجاهدين { فاقرأوا ما تيسر منه } في الصلاة { وأقيموا الصلاة } المكتوبات { وآتوا الزكاة } { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً } أي جزاء { واستغفروا الله } أي اطلبوا مغفرته بالتوبة { إن الله } من عادته يستر الذنوب { رحيم } يرحم عباده ، ويدل قوله : { فاقرأوا ما تيسر من القرآن } على أشياء منها أنه يجوز الصلاة بما شاء من القرآن بغير الفاتحة على ما يقوله أهل العراق خلاف ما يقوله العترة ( عليهم السلام ) .