Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-9)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يأيها المزمل } المتلحف قال امرئ القيس : @ كأن شراً في عرانين وبله كبير أناس في بجاد مزمل @@ وهو الذي يزمل في ثيابه أي يلفف بها بادغام التاء في الزاي ونحوه المدثر وقرئ المتزمل على الأصل { قم الليل إلاَّ قليلاً } فاشتد عليهم محافظة الوقت نصف الليل أو أقل أو أكثر وكانوا يقومون حتى يصبح فشق ذلك عليهم وورمت أقدامهم فخفف الله عنهم ونسخت هذه الآية ، وقيل : بين أن فرضت هذه الصلاة حتى نسخت سنة عن الحسن وابن عباس ، وقيل : ثمانية أشهر عن عائشة ، وقيل : هذا بمكة قبل فرض الصلاة الخمس ثم نسخ بالخمس ، وقيل : كان بينهما عشرين سنة ولما سماه الكفار بأسماء شقت عليه قالوا : ساحر شاعر كاهن مجنون تزمل بثيابه ونام فأتاه جبريل ثم قال : يأيها المزمل يأيها المتدثر أي : قم في الليل للصلاة عن أكثر المفسرين ، وقال أبو مسلم : قم لقراءة القرآن ، وقيل : كان هذا في ابتداء الوحي ولم يكن أدى شيئاً من الوحي { إلا قليلاً } استثناء { نصفه } بدل من الليل { أو أنقص منه قليلاً } من النصف فترده إلى الثلث { أو زد عليه } على النصف إلى الثلثين فخيّره بين هذه المنازل وصار ذلك موكولاً إلى اجتهاده { ورتّل القرآن ترتيلاً } ، قيل : ترسل فيه ترسيلاً ، وقيل : بيّنه بياناً شافياً ، وقيل : فسّره تفسيراً وأصل الترتيل أن يأتي بالحرف تامّاً بعضه على أثر بعض { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } قيل : ثقل العمل به للمشقة فيه ، وقيل : ثقيلاً في الميزان ، وقيل : ثقيلاً في الوعيد والحرام والحلال { إن ناشئة الليل } موافقة ساعاته كلها وكل ساعة ناشئة لإِنشائها وجمعها ناشئات ، وقيل : ساعات التهجد ، وقيل : ناشئة الليل بين المغرب والعشاء عن علي بن الحسين وكان يصلي بينهما ويقول هذه ناشئة الليل ، وقيل : القيام آخر الليل { أشد وطأ } يعني يواطئ قلبه وسمعه وبصره ولسانه ، فأما وطأ قيل : أثبت { وأقوم قيلاً } قيل : أقوم قراءة وأصوب لفراغ قلبه من شغل الدنيا { إن لك في النهار سبحاً طويلاً } قيل : سبحاً متفرقاً ومتقلبا في حوائج المعاش { واذكر اسم ربك } داوم على ذكره في ليلك ونهارك { وتبتل إليه تبتيلاً } قيل : أخلص إليه إخلاصاً ، وقيل : انقطع إليه انقطاعاً ، وقيل : توكل عليه توكلاً { رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً } قيل : حافظاً ، وقيل : فوض أمرك إليه واعتمد عليه .