Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 32-56)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كلا } قيل : ردع وزجرٌ لهم عما يقولون كأنه قيل : احذروا العقوبة ، وقيل : معناه حقّاً فيبطل بما بعده { والقمر } قيل : ورب القمر وإنما أقسم به لما فيه من عظم آياته في طلوعه ومسيره { والليل إذ أدبر } ولّى وذهب ، وقيل : جاء دبر النهار أي أقبل ، وأدبر تولى عن أكثر المفسرين { والصبح إذا أسفر } أضاء { إنها لإِحدى الكُبَر } قيل : النار الكبرى ، وقد تقدم ذكرها في قوله : { سقر } وهو جواب القسم ، وقيل : هذه الآية الذي بينها إحدى الكبر ، وقيل : آيات القرآن والوعيد ، وقيل : النار في الدنيا تذكر في الآخرة { نذيراً للبشر } أي مخوفاً للخلق قيل : تقديره أنا لكم منها نذير { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } عنها { كل نفس بما كسبت رهينة } يعني أن كل واحد مأخوذ بعمله فيجازى عليه { إلاَّ أصحاب اليمين } قيل : هم المؤمنون ، وقيل : يعطون كتبهم بأيمانهم ، وعن علي ( عليه السلام ) أنه فسّر أصحاب اليمين بالأطفال لأنه لا أعمال لهم يرتهنون بها ، وعن ابن عباس : هم الملائكة { في جناتٍ يتساءلون } { عن المجرمين } يسأل بعضهم بعضاً عنهم أو يسألون عن المجرمين الذين دخلوا النار { ما سلككم في سقر } أي ما أدخلكم النار ؟ وبأيّ سبب ؟ { قالوا لم نك من المصلين } { ولم نك نطعم المسكين } اي لم نؤدِ الزكاة المفروضة { وكنا نخوض مع الخائضين } أي كنا نسرع في الباطل مع المبطلين ، وقيل : كنا نخوض في تكذيب النبي وآياته { وكنا نكذّب بيوم الدين } أي يوم الجزاء وهو يوم القيامة { حتى أتانا اليقين } قيل : هو الموت { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } أي لا يشفع لهم أحد والشفعاء الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء { فما لهم عن التذكرة معرضين } أي ما الذي منعهم عن التذكر لما يتلى عليهم { كأنهم حمر مستنفرة } { فرت من قسورة } قيل : هم الرماة ، وقيل : جماعات الرجال ، وقيل : الأسد سمي بذلك لأنه يقهر السباع كلها ، يعني أعرضوا عن القرآن نفوراً كإعراض الحُمُر من الأسد { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشَّرة } الآية نزلت في المشركين قالوا : يا محمد إن شئت أن نتبعك فأتنا بكتاب خاصة إلى فلان وإلى فلان من رب العالمين ، وقيل : قالوا : إن كان محمداً صادقاً فليصبح عند رأس كل واحد منا صحيفة فيها براءة من النار ، فنزلت الآية { كلا } يعني ليس كما يقولون ويريدون ولا يكون كذلك ، وقيل : زجرٌ لهم أي لا يطلبوا ذلك { بل لا يخافون الآخرة } قيل : لا يخافون عذابها ولو خافوا لما كذبوا الرسل { كلاّ إنه تذكرة } أي عظة يتعظ بها المكلف قيل : القرآن ، وقيل : ما تقدم ذكره { فمن شاء } اتعظ به { وما يذكرون إلاَّ أن يشاء الله } مشيئة إكراه إلا أن يجبرهم على ذلك { هو أهل التقوى } أي أهل أن يتقى معاصيه ومحارمه ، وقيل : هو أهل أن يتقى عقابه ، وأهل من يغفر ذنوب من أناب اليه ، يعني هو حقيق بأن يتقيه عباده ويخافون عقابه ، وحقيق أن يغفر لهم إذا آمنوا وأطاعوا .