Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 8-31)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فإذا نقر في الناقور } أي نفخ في الصور ، وقيل : هي النفخة الثانية { فذلك يومئذ يوم عسير } { على الكافرين غير يسير } أي غير هين { ذرني ومن خلقت وحيداً } الآية نزلت في الوليد بن المغيرة أي أكيّف بي له مكافياً فدعني ومن خلقت ، وهذا وعيد ، ويحتمل أن يكون من صفة المخلوق ، أي خلقته في بطن أمه وحيداً لا شيء له ولا معه مال ولا ولد { وجعلت له مالاً ممدوداً } قيل : كثيراً ، وقيل : مدّ بالنماء كالزرع والضرع والتجارة ، وقيل : كان له بستان بالطائف لا تنقطع ثماره شتاء ولا صيفاً ، وقيل : كان له ألف مثقال ، وقيل : أربعة ، وقيل : تسعة ، وقيل : ألف ألف { وبنين شهوداً } حضوراً بمكة لا يفارق قومه كانوا عشرة بنين ، وقيل : ثلاثة عشر ، وقيل : سبعة وكلهم رجال { ومهّدت له تمهيداً } أي بسط له أحوال الدنيا { ثم يطمع أن أزيد } { كلا } أي لا يكون كما ظن ، وقيل : كان الوليد بعد نزول هذه الآيات في نقصان من ماله وولده { إنه كان لآياتنا عنيداً } جحوداً { سأرهقه صعوداً } قيل : سأكلفه من العذاب ، وقيل : صعودا جبل من نار يُكلف الوليد صعوده ونزوله { إنه فكّر } ماذا يقول في القرآن { وقدّر } في نفسه ، وروي أن الوليد قال لبني مخزوم : والله لقد سمعت من محمد كلاماً ما هو من كلام الإِنس ولا من كلام الجن ، وأن له لحلاوة وأن عليه لطلاوة ، وأن أعلاه لمثمر ، وأن أسفله لمغدق ، وأنه يعلو ولا يعلى ، فقالت قريش : صبأ والله الوليد ، والله لتصبأن قريش كلهم ، فأتاه أبو جهل وقعد بجنبه حزيناً فقال له الوليد : ما لي أراك حزيناً ؟ فقال : أن قريشاً يجمعون له نفقة ويزعمون أنك تدخل على ابن أبي كبشة لتنال من فضله وأتى قومه وقال : أتزعمون أن محمداً مجنون ؟ قالوا : لا ، فقال : فكاهن ؟ قالوا : لا ، فقال : فكذاب ؟ قالوا : لا ، قال : فشاعر ؟ قالوا : لا ، قال : ففكر في نفسه ساعة وقال : هو ساحر يفرق بين الرجل وأهله وما يقوله سحر ، فنزلت الآيات { فقتل } لعن ، وقيل : استحق العذاب { ثم قتل كيف قدّر } لعن وعوقب كيف قدر في إبطال الحق { ثم نظر } إلى النبي منكر النبوة ، وقيل : إلى أي شيء يجيب قومه { ثم عبس وبسر } أي كلح وقطب فقال : { إن هذا إلاَّ سحر يؤثر } يروى ويحكى ويرويه محمد { إن هذا إلاَّ قول البشر } ولم يعلموا أنه لو كان قول البشر لقدر هو وغيره مع فصاحتهم على أمثاله { سأصليه سقر } أي سأدخله النار { وما أدراك } أيها السامع { ما سقر } { لا تبقي ولا تذر } قيل : هو نهاية الوصف بالإِحراق { لوّاحة للبشر } مغير للجلود وقال مجاهد : تلفح الجلد لفحة فتدعه أشد سواداً من الليل ، وقيل : محرقة للجلود قيل : لما نزل قوله تعالى : { عليها تسعة عشر } قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ان ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم ؟ أيعجز عشرة منكم أن يبطش بواحد من خزنة جهنم ؟ فقال أبو الأسود : أنا أكفيكم سبعة عشر وأكفوا في اثنين ، فأنزل الله تعالى : { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } ، وقوله : { عليها تسعة عشر } صنفاً ، وقيل : نقباء ولهم أعوان ، وقيل : تسعة عشر جنساً ولهم أعوان { وما جعلنا عدتهم إلاَّ فتنة للذين كفروا } ليعلموا أنه قادر على تقويتهم وأنهم يقومون مقام العدد الكثير { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب } من اليهود والنصارى أنه الحق لموافقة خبرهم لما في كتبهم ، وقيل : في التوراة والإِنجيل تسعة عشر { ويزداد الذين آمنوا إيماناً } قيل : ليظهروا إيمانهم بهذا أيضاً ، وقيل : أنه يخبرهم بما لا يعلمه إلا الله فيعلموا أنه معجز وأنه كلام الله سبحانه { ولا يرتاب } لا يشك { الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون } في أنه الحق { وليقول الذين في قلوبهم مرض } نفاق { والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً } يعني هذا العدد وما يعني يزدادوا شكاً كما يزداد الذين آمنوا إيماناً { كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء } قيل : يضل عن طريق الجنة والثواب من يشاء ويهدي اليه من يشاء ، وقيل : يحكم بضلال من يشاء على حسب ما يوجد منهم { وما يعلم جنود ربك إلاَّ هو } أي لا يعلم جنسهم وعددهم إلا هو ، قيل : هو من كثرهم { وما هي } قيل : الموصوفة بهذه الصفات ، وقيل : هي سقر وقد تقدم ذكرها ، وقيل : الآيات والمواعظ { إلا ذكرى للبشر } أي عظة يذكرون .