Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 19-31)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويطوف عليهم ولدان مخلدون } أي يدورون عليهم بالخدمة ، وقيل : لما يحتاجون إليه من الطعام والشراب { مخلدون } أي باقون دائمون لا يموتون ، وقيل : مقرطون { إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً } قيل : كاللؤلؤ المنثور في حسنه ، وقيل : اللؤلؤ في الصفاء وحسن المنظر ، ومعنى منثوراً أي متفرقون في الخدمة ليتم لهم النعمة { وإذا رأيت } ثم قيل : الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : لكل مكلف تقديره إذا رأيت أيها الانسان أو أيها السامع ، وروي أن أسوداً قال : يا رسول الله إذا دخلت الجنة أترى عيني ما ترى عينك ؟ قال : " نعم " فما زال يبكي حتى مات ، يعني إذا رأيت الجنة { رأيت نعيماً وملكاً كبيراً } قيل : هو الملك الدائم الأبدي ، وقيل : الكثير ، ان أدناهم منزلة من ينظر في ملكه من مسيرة ألف سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه { عاليهم ثياب سندس } أي على أهل الجنة ثياب فاخرة سندس { خضر واستبرق } قيل : ديباج من ألوان مختلفة رقيق وغليظ { وحلوا أساور من فضة } قيل : يحلون تارة بالذهب وتارة بالفضة لجمع المحاسن ، وقيل : يجمعهما الله { وسقاهم ربّهم شراباً طهوراً } يعني طاهراً لا يخالطه النحس ، يعني خلق لهم ذلك وأعطاهم ، وقيل : سقاهم الملائكة { إن هذا كان لكم جزاء } على أعمالهم { وكان سعيكم مشكوراً } أي مقبولاً مرضيّاً { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً } آية بعد آية ، وقيل : تنزيلاً مصدر ذكره تأكيداً { فاصبر لحكم ربك } بمعنى انتظر حكم الله فيك وفيهم ، وقيل : أن تبلغ الكتاب { ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً } قيل : آثماً ولا كفوراً ، وقيل : الاثم أبو جهل والكفور الوليد بن المغيرة ، وقيل : هو عام { واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً } قيل : صباحاً ومساءاً ، وقيل : دائماً ، وقيل : أراد به الصلاة بكرة أول النهار وأصيلاً آخره { ومن الليل فاسجد له } العشي والمغرب ، وقيل : أراد التطوع { وسبّحه ليلاً طويلاً } من الليل ثلثه أو نصفه ، قال الهادي في تفسيره : والطويل الذي أمر الله به فهو من حين يدخل في الصلاة إلى أن يفرغ منها { إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم } قيل : خلف ظهورهم العمل للآخرة ، وقيل : وراءهم أمامهم والأول أظهر ، وقوله : { يوماً } يوم القيامة { ثقيلاً } على أهل العذاب { نحن خلقناهم وشددنا أسرهم } قيل : خلقهم ، وقيل : الأسر المفاصل ، وقيل : أوصالهم بعضها إلى بعض { وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلاً } لو أردنا ذلك فعلنا { إن هذه } قيل : الرسالة ، وقيل : السورة ، وقيل : الجنة وما وصف من أحوالها { تذكرة } أي عظة تذكرونها { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } أي أزحنا العلة بالقدرة والأدلة ، وقيل : طريقاً إلى رضائه { وما تشاؤون إلاَّ أن يشاء الله } قيل : لا تسألون الطاعة والانقياد إلى مرضاة الله إلا وقد شاء الله من قبل حين أمر به فأوعد عليه ونهى عن تركه ، وقيل : لا تشاؤون ذلك اختياري إلا أن يشاء الله أن يخبركم عليه ويضطركم إليه فحينئذ تشاؤون ولكن لا ينفعكم ذلك { إن الله كان عليماً حكيماً } يعني عليماً بالمصالح حكيماً فيما كلفه { يدخل من يشاء في رحمته } وهم المؤمنون { والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً } أي وجيعاً .