Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 7-18)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يوفون بالنذر } نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) وجارية لهم تسمى فضة في قصة طويلة جملتها : " قالوا مرض الحسن والحسين فعادهما جدّهما وقال : " يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً " فنذر صوم ثلاثة أيام إن شفاهما الله ونذرت فاطمة كذلك وفضة فبرئا ، فصاموا وليس عندهم شيء فاستقرض علي من شمعون اليهودي ثلاثة أصواع شعير ، وروي أنه أخذها لتغزل فاطمة صوفاً فجاء به إلى فاطمة ، فأخذت فاطمة فطحنته واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، وصلى علي ( عليه السلام ) المغرب ، وقرّبته إليهم ليفطروا فوقف سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياماً ، فلما أمسوا وضعوا بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم " وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد لصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك ، فنزل جبريل ( عليه السلام ) وقال : خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك " ، فأقرأه السورة ذكر ذلك في الحاكم والكشاف ، وعن ابن عباس : بينا أهل الجنة في الجنة إذ رأوا ضوء كضوء الشمس فسألوا رضوان عنه فقال : علي وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنة { إنما نطعمكم لوجه الله } أي لله وأمره { لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً } { إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً } أي قالوا وأضمروا { إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً } أي تعبس فيه الوجوه ، وقيل : وصف اليوم بالعبوس لما فيه من الشدة { قمطريرا } قيل : العبوس : الضيق ، والقمطريرا : الطويل ، وقيل : الشديد ، وقيل : هو أشد ما يكون من الأيام ، وقوله : { على الأرائك } قيل : ما يتكَّأ عليه قيل : الفرش فوق الأسرّة { لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً } لا حراً ولا برداً { ودانية عليهم ظلالها } أي قريبة عليهم ظلالها يعني ظلال الأشجار ، وقيل : ظلال الجنة { وذلّلت } سخّرت وسهّلت { قطوفها } أخذ ثمارها { تذليلاً } قيل : إن قام ارتفعت بقدره وإن قعد نزلت { ويطاف عليهم } أي يدار { بآنية من فضة وأكواب } قيل : إناء فيه شرابٌ من غير عروة ، وقيل : الأقداح قوارير زجاج { قواريراْ من فضة قدّروها تقديراً } قيل : إنه تعالى جعل قوارير كل قوم من ترابهم وتراب الجنة من فضة فجعل منها قواريراً ، وقوله : { قدروها } يعني أن الخدام يعرفون قدر حاجتهم وقدر شهواتهم فيقدرون ذلك مما لا يزيد ولا ينقص ، وقيل : قدروا الأواني على شكل في نهاية الحسن { ويسقون فيها كأساً } اسم القدح مملوءاً { كان مزاجها زنجبيلاً } إنما ذكر الزنجبيل على عادة العرب إذا استطابوا شيئاً وصفوه بالزنجبيل { عيناً فيها تسمى سلسبيلاً } منقادة لهم يصرفونها حيث شاؤوا ، وقيل : طيبة الطعم والمذاق ، وقيل : يسقون أشربة مختلفة منها ما يمزج بالكافور ومنها ما يمزج بالزنجبيل ، وهو إذا مزج بالشراب فاق ، ولهم أشربة سوى ذلك الله أعلم بحسنها وطيبها .