Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 20-50)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألم نخلقكم من ماء مهين } كما فعلنا بأولئك نفعل بالعصاة { ويل يومئذ للمكذبين } السالكين سبيلهم في التكذيب ، وقيل : { كذلك نفعل } بهؤلاء يوم بدر { فجعلناه في قرار مكين } أي مكان يقر فيه ويثبت { إلى قدر معلوم } قيل : إلى وقت معلوم وهو وقت الولادة ، والقرار المكين أرحام الأمهات { فقدرنا } التقدير معناه قدرنا خلقه ذكراً أو أنثى طويلاً أو قصيراً ، وقيل : قدرنا أحوال النطفة من تقلبة من حال إلى حال حتى يصير حياً { فنعم القادرون } لذلك ، ومن قرأ بالتخفيف قدرنا على جميع ذلك وهي رواية عاصم { ويل يومئذ للمكذبين } { ألم نجعل الأرض كفاتاً } قيل : ذات كفت أي ضم وجمع والأرض كافتة ، وقيل : كافتة للخلق { أحياء وأمواتاً } { وجعلنا فيها رواسي } في الأرض رواسي جبال ثوابت { شامخات } عاليات { وأسقيناكم ماء فراتاً } عذباً { ويل يومئذ للمكذبين } وعن ابن عباس : أموال الأنهار أربعة : جيحان وفيه دجلة ، وسيحان نهر بلخ ، وفرات الكوفة ، ونيل مصر { ويل يومئذ للمكذبين } هذه النعم { انطلقوا } أي يقال لهم انطلقوا اذهبوا قبل هذه { انطلقوا إلى ظل } دخان جهنم ينقسم { ثلاث شعب } شعبة عن يمينه وشعبة عن يساره وشعبة أمامه ، وقيل : هو الترادف { لا ظليل } يرد { ولا يغني من اللهب } ولا ينفع منه { إنها } يعني جهنم { ترمي بشررٍ } أي من شدة غليانها وهو ما يطاير من النار { كالقصر } جمع القصور التي هي البنيان { كأنه جمالات صفر } شبهت بالقصور ثم بالجمال جمع جمالات ما جمع من الجمال ، والصفر جمع أصفر ، وقد يسمَّى الأسود من الابل أصفر لأنه يشرب بسواده بشيء من صفرته { ويل يومئذ للمكذبين } { هذا يوم لا ينطقون } بشيء ينفعهم ، وقيل : يختم على أفواههم { ولا يؤذن لهم فيعتذرون } قيل : لا يسمع لهم عذر حتى يعتذروا ، وقيل : أي عذر لمن أعرض من خالقه { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الخبر { هذا يوم الفصل } أي الحكم والقضاء بين الخلق { جمعناكم والأولين } يعني كفار هذه الأمة تحشر مع كفار الأمم قبلهم { فإن كان لكم كيدٌ فكيدون } أي ان كان لكم حيلة فتخلصون بها من العقاب فاحتالوا { ويلٌ يومئذ للمكذبين } بيوم الفصل { إن المتقين } الذين يجتنبون الكبائر { في ظلال } الجنة ، وقيل : ظلال الأشجار والقصور { وعيون } أنهار جارية { وفواكه مما يشتهون } ويقال لهم على وجه الإِكرام : { كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون } القائلون ذلك الملائكة { إنا كذلك نجزي المحسنين } { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الوعد ، ثم عاد إلى المكذبين فقال سبحانه : { كلوا } أي يقال لهم { كلوا وتمتعوا } في الدنيا فإنه لا ينفعكم ولا يغني عنكم من العذاب شيء ، وهذا وعيد لهم { قليلاً } قيل : مدة قليلة فإن المؤمن كائن لا محالة { إنكم مجرمون } قيل : مشركون ، وقيل : مذنبون ، وقيل : من كانت همته بطنه وفرجه فهو خاسر محروم { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الوعيد { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } قيل : يقال لهم اركعوا في الدنيا إذا أمروا بالصلاة ، وقيل : في الآخرة { ويل يومئذ للمكذبين } { فبأي حديث بعده يؤمنون } أي بأي حديث بعد القرآن يؤمنون .