Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 30-46)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والأرض بعد ذلك دحاها } قيل : خلق الأولى من غير دحو قبل السماء ، ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، وقيل : دحيت الأرض من تحت البيت يعني الكعبة وكان خلق قبل الدنيا بألفي عام ، وقيل : بعد بمعنى قبل كقوله : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر } [ الأنبياء : 105 ] أي من قبل الذكر وهو القرآن { أخرج منها } من الأرض { ماءها } الذي به حياة كل شيء من الحيوانات والأشجار والنبات { ومرعاها } المرعى العشب ونحوه { والجبال أرساها } أثبتها { متاعاً لكم } أي تنتفعون بها وبما يخرج مأكولاً ومشروباً وملبوساً وزينة ، وكذلك المنفعة بالجبال لما فيها من المعادن ، وما يفجر فيها من العيون يعني منفعة { لأنعامكم } وهو الغيث { فإذا جاءت الطامة الكبرى } وهو القيامة لأنها تطم على كل شيء ، أي تغلو وتغلب ، وقيل : الطامة النفخة الثانية ، وقيل : حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار { يوم يتذكر الإِنسان ما سعى } يعني يتذكر عند قراءة الكتب ما عمل من خير وشر { وبرزت الجحيم } أي أظهرت النار لمن رآها { فأمّا من طغى } جاوز الحد في الطغيان { وآثر الحياة الدنيا } أي اختارها وعمل بها وتمتع بملاذها { فإن الجحيم هي المأوى } أي المرجع { وأما من خاف مقام ربه } قيل : مقامه للعَرض والحساب للجزاء والانتصاف من الظالم للمظلوم { ونهى النفس عن الهوى } أي امتنع عن المعاصي { فإن الجنة هي المأوى } أي مصيره { يسألونك عن الساعة } القيامة { أيان مرساها } أي متى أرساها ، أي إقامتها وإنما يسألوك تكذيباً ، وقيل : إيهاماً على العوام { فيم أنت من ذكراها } قيل : ليس عندك علم لوقتها ومتى تكون ؟ وإنما عليك انها تكون لا محالة ، وقيل : فيم تم الكلام أي في ماذا سؤالهم عما لا يعنيهم ثم ابتدأ فقال أنت من ذكراها أي من أعلامها فإنك خاتم الأنبياء { إلى ربك منتهاها } يعني منتهى علمها ، أي لا يعلم وقتها إلا هو { إنما أنت منذر من يخشاها } يعني من يخاف القيامة { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاَّ عشية أو ضحاها } قيل : إذا رأوا أهوال يوم القيامة وما دفعوا اليه من العذاب كأن لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة ، وقيل : حيث الآخرة يرون الدنيا ساعة ، وقيل : أراد لبثهم في القبور ، وقوله تعالى : { عشية أو ضحاها } أي آخر ساعتي النهار أما ضحوة أو عشية .