Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 8-29)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قلوب يومئذ واجفة } قيل : خائفة ، إنه يوم القيامة ، وقيل : يوم أحد والخندق ، يعني قلوب المنافقين مضطربة من الخوف { أبصارها خاشعة } ذليلة بالية { قالوا تلك إذاً كرة خاسرة } على ما يعدنا ، وقيل : خاسرة كاذبة { فإنما هي زجرة واحدة } أي صيحة ونفخة واحدة يريد النفخة الثانية { فإذا هم بالساهرة } قيل : على وجه الأرض أحياء بعدما كانوا أمواتاً في جوفها ، وقيل : في الأرض الآخرة ، سميت الأرض ساهرة لأنه يسهر فيها وينام وهي في اللغة الفلاة ، وقيل : هي جهنم { هل أتاك } يا محمد { حديث موسى إذ ناداه ربه } أي دعاه وقال : يا موسى { بالواد المقدس } المطهر { طوى } قيل : وادي ، وقيل : طوى بالبركة ، وقيل : واد في الشام عند الطور ، وقيل : هو الموضع الذي كلم فيه موسى { إذهب إلى فرعون إنه طغى } أي جاوز الحد في العصيان { فقل هل لك إلى أن تزكى } أي تفعل يا فرعون ما تصير به زاكياً أي طاهراً { وأهديك إلى ربك فتخشى } عقابه { فأراه الآية الكبرى } في الآية محذوف وهو أنه جاء فرعون وأدّى رسالة ربه وأراه الحجة الكبرى وهي العصا تصير حية تسعى واليد البيضاء تلألأ من غير سوء { فكذّب } فرعون { وعصى } قيل : عصى موسى ، وقيل : عصى الله { ثم أدبر } أي تولى وأعرض عن الايمان { يسعى } يعمل بالفساد ، وقيل : لما رأى الحيّة هرب { فحشر } أي جمع السحرة ، وقيل : جمع الناس { فنادى } فيهم { أنا ربكم الأعلى } قيل : ريّس قومي ، وقيل : أراد أن يلبس عليهم ، وقيل : قال : إنما أنا ربكم فامنعوني من هذا الساحر ومن هذه الحيّة ، فلما لم يؤمن { أخذه الله } أي عاقبه { نكال الآخرة والأولى } يعني في الدنيا بالغرق وفي الآخرة بالنار { إن في ذلك لعبرة } لعظة { لمن يخشى } عقاب الله تعالى { أأنتم } أيها المنكرون للبعث ، وقيل : أأنتم أيها الناس { أشدّ خلقاً أم السماء بناها } يعني من قدر على خلق السماء ورفعها من غير عمد قدر على إحيائكم بعد الموت { رفع سمكها } أي سقفها { فسوَّاها } أي أحكمها { وأغطش ليلها } أي أظلم ليلها { وأخرج ضحاها } فأبرز ضوء شمسها ، يدل عليه قوله : { والشمس وضحاها } [ الشمس : 1 ] وأضاف الليل والنهار إلى السماء لأنهما يكونان بظهور الشمس فيها وغيبتها منها .