Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 22-29)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ان شر الدوابِّ عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } ، قيل : نزلت الآية في بني عبد الدار بن قصي ، قالوا : نحن صم بكم عما جاء به محمد فلا نسمعه ولا نجيبه ، يعني أن شر ما يدب على الأرض من خلق الله عنده هؤلاء { ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم } العلم والقرآن { ولو أسمعهم لتولَّوا } عن القرآن { وهم معرضون } عن الإِيمان { يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } يعني إذا دعاكم إلى الإِيمان والطاعات التي هي حياة النفوس ، وقيل : الى الحق لما يحييكم من علوم الدين والشرائع لأن العلم حياة كما أن الجهل موت { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } يعني يحول بين المرء والانتفاع بقلبه وإذهاب اللب ، وقيل : بالموت ، وقيل : بالنوم ، وقيل : أراد تبديل قلبه من حال إلى حال لأنه مقلب القلوب سبحانه وتعالى واعلموا أنكم { إليه تحشرون } تجمعون فيجازيكم بأعمالكم { واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة } أي العذاب لا يصيب ذلك الظالم وحده ، بمعنى لا تفعلوا المعاصي وامروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فإنكم إن لم تفعلوا أعمكم العذاب ، وقيل : هو عذاب الاستئصال يصيب الظالم عقوبة وغيره محنة ، وقيل : هو القحط ، وقيل : هو الذنب ، قال في الغرائب : هي الفتنة في زمن علي ( عليه السلام ) وقال فيه أيضاً : هي إظهار البدع { واذكروا إذ أنتم قليل } يا معاشر المهاجرين { مستضعفون } يعني مكة قبل الهجرة { تخافون أن يتخطفكم الناس } لأن الناس كانوا لهم أعداء منافقين { فآواكم } إلى المدينة { وأيدكم بنصره } بمظاهرة الانصار وإمداد الملائكة يوم بدر { ورزقكم من الطيبات } من الغنائم { لعلكم تشكرون } { يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم } الآية نزلت في خاطب بن أبي بلتعة حين كتب الى أهل مكة أن محمداً يريدكم ، وقيل : نزلت في أبي لبابة الأنصاري حين حاصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يهود بني قريظة إحدى وعشرون ليلة فسألوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الصلح فلم يقبل منهم إلاَّ حكم سعد بن معاذ ، فاستشاروا أبي لبابة ، فأشار عليهم أبو لبابة إلى حلقه وأنه الذبح فلا تفعلوا ثم مات أبو لبابة ، وقيل : الخطاب للمؤمنين ، وقيل : للمنافقين الذين آمنوا ظاهراً ، قيل : لا تخونوا الله بترك فريضته والرسول بترك سننه وشرائعه ، قال الحسن : من ترك شيئاً من الدين وضيّعه فقد خان الله ، وقوله : { وتخونوا أماناتكم } ، قيل : إذا خانوا الله تعالى فقد خانوا أماناتهم ، وقيل : الأموال أمانة في أيديكم { وأنتم تعلمون } ما في الخيانة من العقاب ، وقال قتادة : واعلموا أن دين الله أمانة فأدوا إلى الله تعالى ما ائتمنكم عليه من فرائضه وحدوده ، ومن كانت عليه أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها { يأيها الذين آمنوا ان تتقوا الله } بطاعته وترك معصيته { يجعل لكم فرقاناً } ، قال في الثعلبي : مخرجا في الدنيا والآخرة ، وقيل : نصراً ، وقيل : فصلاً بين الحق والباطل { ويكفِّر عنكم سيئاتكم } ، ويمحوا ما سلف من ذنوبكم { ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم } .