Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 69-75)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم } روي انه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " لم تحل الغنائم لمن كان قبلنا " وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، ولم يكن لنبي أن يصلي حتى يبلغ محرابه ، وأعطيت الرعب لمسيرة شهر يكون بيني وبين المشركين فيقذف الله الرعب في قلوبهم - وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبعث الى قومه - وبعثت الى الجن والإِنس - وكانوا يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله - وأمرت أن أقسمه في فقراء أمتي وأخرت شفاعتي لأمتي " { يأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم } " الآية نزلت في العباس بن عبد المطلب لما قال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " افد ابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث " فقال له : يا محمد تركتني أتكفف قريشاً ما بقيتُ ، فقال له : " فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك من مكة وقلت لها : ما أدري ما يصيبني هذا لك ولعبد الله والفضل ؟ " فقال : وما يدريك ؟ فقال : " أخبرني ربي " فقال العباس : وأنا اشهد أنك صادق وأن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله " ، وقال العباس : قد أبدلني الله خيراً من ذلك لي عشرون عبداً إن أدناهم لبتصرف في عشرين ألفاً وأرجو المغفرة من ربي { وإن يريدوا } يعني الأسرى { خيانتك } أي نكث ما بايعوك عليه من الإِسلام والردة واستحباب دين آبائهم { فقد خانوا لله من قبل } في كفرهم { فأمكن منهم } يوم بدر كما رأيتم فسيمكن منهم إن عادوا للخيانة { إن الذين آمنوا وهاجروا } أي فارقوا أوطانهم وقومهم حبَّاً لله ولرسوله فهم المهاجرون { والذين آووا } إلى ديارهم ونصروهم على أعدائهم فهم الأنصار { بعضهم أولياء بعض } أي يتولى بعضهم بعضاً في الميراث ، وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون القرابات ، فنسخ ذلك بقوله : { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } [ الأحزاب : 6 ] { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء } ، قيل : في الميراث لأنهم لم يهاجروا { حتى يهاجروا } فحينئذ يحصل لكم ذلك { وإن استنصروكم في الدين } طلبوا نصركم وإعانتكم على الكفار { فعليكم النصر إلاَّ على قوم بينكم وبينهم ميثاق } يجب الوفاء به { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض } ، قال ابن عباس : الآية نزلت في مواريث مشركي العرب ، وقيل : قال رجل يورث ذوي أرحامنا من المشركين فنزلت هذه الآية قيل : في الميراث ، وقيل : النصر والمعونة ومعناه نهي المسلمين عن موالاة الكافرين { إلا تفعلوه } يعني أن لا تفعلوا ما أمركم الله به من تواصل المسلمين وتولي بعضهم بعضاً ، وقال : ابن جريج : ألا تفعلوا وتناصروا ، قال الثعلبي : ألا تفعلوا وهو أن يتولى المؤمن الكافر { تكن فتنة في الأرض } ، قيل : ضلالة عظيمة ، وقيل : كفر عظيم لأن المسلمين ما لم يكونوا يداً واحدة كان الشرك ظاهراً والفساد زائداً { والذين آمنوا } صدقوا الله ورسوله { وهاجروا } هاجروا قومهم وعشيرتهم ودورهم يعني المهاجرين { وجاهدوا في سبيل الله أولئك } { هم المؤمنون حقاً } قال الثعلبي : حققوا إيمانهم بالهجرة والجهاد وبذل المال في دين الله تعالى { لهم مغفرة } لذنوبهم ورزق كريم وهو الجنة { والذين آمنوا من بعد } ، قيل : بعد نزول الآية ، وقيل : بعد الحديبية ، وقيل : بعد الفتح { فأولئك منكم } أي من جملتكم أيها المؤمنون { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } ، قيل : في المواريث بإجماع المفسرين { في كتاب الله } عنده في اللوح المحفوظ قاله في الثعلبي في قسمة الله المواريث التي قسمها وبينها في القران في سورة النساء { إن الله بكل شيء عليم } .