Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 62-68)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وان يريدوا أن يخدعوك } ، قيل : بنو قريظة ، وقيل : سائر الكفار { فإن حسبك الله } أي كافيك كما أيدك بالملائكة والمؤمنين { وألَّف بين قلوبهم } ، قيل : نزلت في الأوس والخزرج كان القتال بينهم مائة وعشرين سنة حتى جاء الإِسلام فصاروا إخواناً بعدما كانوا أعداء { يأيها النبي حسبك الله } الآية والمعنى كافيك الله { ومن اتبعك من المؤمنين } ، وقيل : الآية نزلت في ثلاثة وثلاثين رجلاً وست نسوة { يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال } أي حثهم على محاربة المشركين { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } من عدوهم { وإن يكن منكم مائة } صابرة { يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } ، قيل : أن ذلك كان واجباً عليهم وكان عليهم ألا يفروا ويثبت الواحد للعشرة ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعث حمزة في ثلاثين راكباً فتلقى أبا جهل في ثلاثمائة راكب ، فنسخ ذلك وخفف الله عنهم بعد مدة طويلة بمقاومة الواحد للاثنين ، وأنزل الله تعالى : { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً } ، أي في الواحد عن قتال العشرة والمائة عن قتال الألف { فإن يكن منكم مائة صابرة } ثابتة في القتال محتسبة تثبت عند لقاء العدوّ { يغلبوا مائتين } من الكفار { وإن يكن منكم } أيها المسلمون { ألف يغلبوا ألفين بإذن الله } بأمره ونصره وهذا خبر ، والمراد الأمر من الله تعالى { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } الآية نزلت في أسارى بدر وكانوا سبعين رجلاً فيهم العباس وعقيل بن أبي طالب وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استشار الصحابة فأشار علي ( عليه السلام ) وعمر بالقتل وأشار أبو بكر وعثمان بالفداء ، وروي أن سعد بن معاذ ( رضي الله عنه ) أشار بالقتل وفدى العباس نفسه بأربعين أوقية ، والاثخان القتل ، وقيل : الاثخان الغلبة للبلدان وأهلها يعني يتمكن في الأرض { تريدون عرض الدنيا } حطامها بأخذكم الفداء { والله يريد } ثواب { الآخرة } بقهركم المشركين ونصركم دين الله تعالى { والله عزيز حكيم } { لولا كتاب من الله سبق } يعني لولا حكم من الله سبق لاثباته في اللوح المحفوظ وهو أنه لا يعاقب أحداً بخطأ ، وكان هذا خطأ في الاجتهاد لأنهم نظروا أن في استفدائهم ربما كان سبباً في إسلامهم وتوبتهم ، وأن فداءهم يتقوى به على الجهاد في سبيل الله وخفي عليهم أن قتلهم أعزّ للإِسلام ، وقيل : كناية أن سيحل لهم الفدية الذي أخذوها ، وقيل : هو أن أهل بدر مغفور لهم ، وقيل : أنه لا يعذب أحداً إلا بعد تأكيد الحجة وتقديم النهي ولم يتقدم نهي عن ذلك { لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " لو نزل بنا عذاب ما نجى منَّا إلا الذين أشاروا بالقتل " .