Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 18-36)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كلا } ردع وزجر أي لا تكذبون فاتصل بقوله هذه النار ، وقيل : معناه حقاً { إن كتاب الأبرار } أي المخلصين { لفي عليّين } في السماء السابعة وفيها أزواج المؤمنين ، وقيل : تحمل كتبهم وتدفع إلى حملة العرش فيحفظونه ، وقيل : في السماء السابعة تحت العرش ، وقيل : لوح من زبرجدة خضراء مخلوق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيها ، وقيل : ساق العرش ، وقيل : هو الجنة ، وقيل : تقدير الكلام أن كتاب الأبرار كتاب مرقوم في عليين أي مقبولاً عند الله { وما أدراك ما عليون } { كتاب مرقوم } فيه تقرّ أعينهم { يشهده } يحضره { المقربون } يعني الملائكة { إن الأبرار لفي نعيم } في الجنة { على الأرائك } قيل : السرائر { ينظرون } إلى أعدائهم كيف يعذبون ، وقيل : ينظرون إلى ما أعطاهم الله من الكرامة والملك { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } يعني يتبين في وجوههم أثر النعمة { يسقون من رحيق } قيل : خمر طيبة صافية { مختوم } { ختامه مسك } قيل : آخره ومقطعه مسك بأن يوجد ريح المسك عند خاتمة شربه ، وقيل : ختم انائه بالمسك لا من الطين الذي يختم في الدنيا { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } فليرغب الراغبون { ومزاجه } أي خلطه ذلك الشراب { من تسنيم } قيل : اسم لعين في الجنة ، أي ذلك التسنيم { عيناً يشرب بها المقربون } قيل : تجري من تحت العرش { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون } الآية إلى آخر السورة نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص وأصحابهم كانوا يضحكون من عمار وخباب وصهيب وبلال وغيرهم من فقراء المسلمين ، وقيل : نزلت في شأن علي ( عليه السلام ) وكان إذا مرَّ بهم ضحكوا منه ، وقوله : { يتغامزون } يشير بعضهم إلى بعض بالأعين استهزاء بهم { وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين } يعني إذا رجعوا إلى أهليهم رجعوا فاكهين ، وفكهين قيل : مسرورين ، وقيل : أشرين بطرين ، يعني من قرأ فكهين فمعناه ذلك ، وقيل : مجتمعين بأنفسهم { وإذا رأوهم } يعني رأوا المؤمنين { قالوا إن هؤلاء لضالون } عن الحق { وما أرسلوا عليهم حافظين } يعني ما كلفوا حفظهم وحفظ أعمالهم { فاليوم } يعني يوم القيامة { الذين آمنوا من الكفار يضحكون } لأنهم كانوا أعداء للمؤمنين فكان سرور المؤمنين في تعذيب أولئك { على الأرائك } الأماكن الرفيعة والأسرة المفروشة { ينظرون } قيل : إلى النعم التي أعطاهم الله تعالى ، وقيل : كيف يعذبون أعداؤهم { هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون } يعني هل جُوْزوا لفعلهم ، وقيل : هل بمعنى قد ، وقيل : يقول المؤمنون بعضهم لبعض : هل ثوّب الكفار بأعمالهم سروراً ما نزل بهم ، وقيل : يقوله الله تعالى للمؤمنين : ألم أجازيهم ؟ ومتى قيل : متى استُعمِل لفظ الثواب في العقوبة ؟ قلنا : الثواب حقيقته ما يرجع على صاحبه من عاقبة عمله إلا أنه عليه الإِثابة بالنعم فاستُعمِل هاهنا ، وقيل : إنما قيل ذلك لمقابلة ما فعل بالمؤمنين ، أي هل ثوّب الكفار كما يثوب المؤمن ؟ فذكر الثواب للمقابلة .